أحيت الفرقة الهندية "بولييود ماسالا" بقاعة ابن زيدون بالعاصمة عرضا فنيا ساحرا أبهرت خلاله الجمهور الحاضر بباقة من أروع الأغاني والرقصات الهندية التي امتزجت فيها بهرجة الأزياء التقليدية برشاقة الحركات وعذوبة الأصوات بتنوع الآلات الموسيقية لراجستان ومومباي. وعرفت السهرة التي استمرت لحوالي الساعة والنصف حضور جمهور غفير من الشباب الذي استمتع بمجموعة من أجمل الأغاني واللوحات الفنية البهيجة القادمة من شمال الهند والتي قدمها ستة عشر فنانا بين موسيقي ومغني وراقص وبهلوان وتنوعت بين الموسيقى الروحانية الكلاسيكية والرومنسية وأيضا موسيقى سينما بولييود الراقصة. واستهل الحفل -الذي قاده المدير الفني للفرقة ومؤسسها راهيس بهارتي- بقرع على طبل الدولاك الهندي التقليدي قبل أن تطير الفرقة بالحضور إلى عاصمة السينما الهندية مدينة مومباي مؤدية أغنية "دوم تا نا نا" الرائعة على وقع رقص الفتيات الهنديات المميز والذي تجاوب معه الحضور كثيرا. وعلى الصوت المميز للمغني سانجاي خان وإيقاعات الكارتال والترومبات والهارمونيوم وآلات موسيقية أخرى قدمت المجموعة أيضا أغنية "مي بو را" ثم "دل ناديا" مرورا ب"بو لي توريا" البولييودية قبل أن تدهش الحضور برقصة أفعى الكبرى المستمدة من تراث قبيلة كالبيليا المعروفة ليس فقط بتقاليدها الفنية الراقصة وإنما أيضا بتربيتها لأفاعي "الكوبرا". وكان للتراث الصوفي الإسلامي الذي تتميز به راجستان نصيب من هذا الحفل حيث أبدعت الفرقة بأداء رقصات "فقير" التقليدية الساحرة ومن بعدها أغنية "فاجا ميني فاجا" قبل أن تنتقل بالجمهور لفن "القوالي" المعروف بروحانيته والمنتشر كثيرا بشمال الهند وباكستان. وفضلت الفرقة أن تختتم حفلها -الذي نظمته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي- بأغنية الفيلم الهندي الشهير "جانيتو" المعروفة لدى الكثير من الجزائريين حيث تفاعل معها الحضور مرددين "جانيتو يا جانينا" وهم يتمايلون ويرقصون. وأعرب بعض الحضور بعد نهاية الحفل عن سعادتهم بالحضور و"إعجابهم الكبير" بالزخم الغنائي والموسيقي المتنوع للهند وهذا ما عبرت عنه سهام التي قالت إنها "من محبي الثقافة الهندية وأفلام بولييود" مضيفة أيضا أن هذا الحفل "كان فرصة لها للتعرف أكثر على تراث هذا البلد وخصوصا موسيقاه الصوفية".