أكد وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب على ضرورة رفع كل العراقيل التي من شأنها أن تقف في وجه تنفيذ المشاريع المتفق عليها بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والسعوديين. وقال الوزير، خلال أشغال اللجنة المشتركة الثنائية الجزائرية السعودية ال 12، أمس الأول، بفندق الشيراطون بالعاصمة، أن مذكرات التفاهم الموقعة بين مؤسسات جزائرية وسعودية يجب أن تنعكس إيجابا على التعاون الاقتصادي الثنائي، مثمنا الجدية التي تحلى بها الخبراء في تحضيراتهم لهذه الدورة. وقد وقعت عدة شركات جزائرية وسعودية على 8 اتفاقيات تفاهم وشراكة اقتصادية تخص عدة مجالات استثمارية، وذلك خلال لقاء الأعمال الجزائري السعودي الذي جرى الأربعاء. وتتعلق أهم هذه الاتفاقيات بالصناعات التحويلية للفوسفات وإنتاج الأسمدة الطبيعية والورق وإدارة المرافق الطبية والخدمات الفندقية والصيانة. ودرست اللجنة المشتركة الثنائية، وفق بوشوارب، سبل التعاون في مجالات التجارة والمالية والجمارك والتخطيط والاستشراف والإحصائيات. كما بحثت أيضا التعاون في مجال تطوير البورصة والطاقة والفلاحة والسياحة والنقل والموارد المائية والبيئة والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والصحة والإسكان والتعمير والشؤون الدينية والأوقاف والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية والتضامن والأسرة. وأفاد وزير الصناعة والمناجم بذات المناسبة أن اللقاء الرابع للجنة متابعة المشاريع والبرامج المسطرة سيعقد شهر أكتوبر المقبل، مضيفا أن هذا اللقاء سيسمح بالوقوف على تفاصيل مدى تفعيل الآليات واحترام الالتزامات. تجسيد 16 مشروعا بقيمة 416 مليون بين الجزائر والسعودية على مدار 13 سنة كما أكد وزير الصناعة والمناجم أن المشاريع الاستثمارية المشتركة بين الجزائر والسعودية والتي تم تجسيدها من 2002 إلى 2015، لا تعكس قدرات ومؤهلات البلدين في مختلف القطاعات الاقتصادية. فخلال ندوة صحفية مشتركة مع الوزير السعودي للتجارة والاستثمار، ماجد بن عبد الله القصبي، عقب اجتماع اللجنة المشتركة الثنائية ال12، أوضح الوزير أن القيمة المالية للمشاريع ال16 المسجلة بين سنوات 2002 و2015 تقدر ب 416 مليون دولار، وهو رقم لا يعكس، يقول، قدرات ومؤهلات البلدين وإرادتهما السياسية في تطوير الشراكة الثنائية. وفيما يتعلق باتفاق إنشاء شركة مختلطة لتطوير واستغلال وتثمين وتسويق الفوسفات بالمنجم الجديد ”جبل العنق” جنوب ولاية تبسة، والموقع بين الشركة القابضة السعودية ”راديولا” وشركة ”اسميدال الجزائر” التابعة لمجمع المناجم الجزائري، قال الوزير أنه من السابق لأوانه تحديد القيمة المالية للمشروع، وتابع قائلا ”الاتفاقية وقعت البارحة وسيخضع المشروع لدراسة معمقة عن طريق مكتب دولي سيقيم طلب الطرف الجزائري والأهداف المرجوة من الطرف السعودي وسيعطي، لاحقا، حجم الاستثمار ومجالاته والمساحة التي ينفذ عليها هذا الاستثمار”. وعن سؤال يخص تمويل الاقتصاد، أكد بوشوارب أن ”الجزائر لم تصل بعد لمرحلة الاستدانة مثلما كانت سابقا، لكن ربما في بعض الميادين الاقتصادية التي تثبت جدواها ممكن أن نفكر في الاستدانة”. قصبي: ”مجمع المراعي السعودي سيستثمر في الجزائر بالشراكة مع مؤسسات وطنية” من جانبه، أكد وزير الاستثمار والتجارة للمملكة العربية السعودية، ماجد بن عبد الله القصبي، على الآفاق الرحبة التي تتميز بها الجزائر في مجال الاستثمار. وأوضح القصبي قائلا ”الاستثمار العالمي اليوم لا حدود له” وعليه ينبغي، حسبه، استغلال الفرص المتاحة في مجال التعاون بين الطرفين جيدا. كما أشار القصبي إلى أهمية فتح مجالات أوسع للقطاع الخاص من أجل تحقيق الازدهار الاقتصادي، وهو ما تركز عليه المملكة في رؤيتها 2020-2030. وصرح وزير الاستثمار والتجارة السعودي في رده على سؤال يتعلق بمجمع المراعي السعودي الناشط في الفلاحة والصناعات الغذائية، أن هذا الاأير توصل إلى اتفاق مع مؤسسات جزائرية تعمل في نفس المجال، حيث سيتم دراسة الجدوى الاقتصادية والفرص الاستثمارية بين الطرفين.