l هل هو غرض انتخابي أم توبة يسجلها الجيل الجديد فجرت تصريحات مرشح الرئاسة الفرنسية ايمانويل ماكرون، للجزائر وإدراجه الاستعمار الفرنسي كجرائم ضد الإنسانية موجة جدل واسعة لدى بقية المرشحين للسباق نحو الإليزيه. ووجد العديد من السياسيين الفرنسيين من اليمين ومن حزب ”الجبهة الوطنية” (يمين متطرف)، في تصريحات، ماكرون ذريعة لاستمالة أصوات الناخبين والتهجم عليه. ووصف دافيد راشلين، مدير حملة مارين لوبين، رئيسة الحزب اليميني الجبهة الوطنية، تصريحات،ماكرون ب”غير المقبولة”، وب”الشتيمة في حق فرنسا”، متحدثًا عن أن ما قاله، ماكرون أمر غير مسؤول لأنه ينعش خلافات قديمة لا ضرورة لإعادة إنعاشها من جديد”. مؤيدون آخرون من ”الجبهة الوطنية” انتقدوا بشدة، ماكرون واعتبروا تصريحاته ”انبطاحاً متواصلاً لسلّة من اليسار البائس الهامشي”. كما وصفته زعيمة ”الجبهة الوطنية” والمرشحة الرئاسية، مارين لوبان ب”مرشح النخب، البنوك، الإعلام... والانبطاح”. أما نائب رئيس ”الجبهة الوطنية”، فلوريان فيليبو، فكتب على موقع ”فيسبوك”: ”يبدو أن، ماكرون لم ينتبه للطرقات والمشافي واللغة الفرنسية التي كان لفرنسا الفضل في وجودها في الجزائر”. واتهم واليران دو سان جوست المسؤول في ”الجبهة الوطنية”، ماكرون ”بطعن فرنسا من الخلف”. أما جيرار دارمانين المقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والنائب عن الحزب الجمهوري (يمين) فقال في تغريدة ”العار لإيمانويل ماكرون الذي شتم فرنسا في الخارج، بقوله الاستعمار الفرنسي كان جريمة ضد الإنسانية”. من جانبه قال اليميني جان بيار رافارين ”ايجاد تعارض بين الفرنسيين وإخراج هذه القصص بغرض التقسيم أو إعادة التعبئة، أرى وراء ذلك أغراضا انتخابية. ليس جديرا برئيس دولة أن ينبش جراحا لا تزال مؤلمة جدا”. كما كتب فرانسوا فيلون، مرشح الحزب الجمهوري، على حسابه بتويتر أن تصريحات، ماكرون تمثل ”مقتا للتاريخ الفرنسي”، وأن ”هذه التوبة المستمرة تضرّ بسمعة مرشح لرئاسة الجمهورية”، بينما كتب رئيس الحزب المسيحي-الديمقراطي، جون فريديرك بواسون، أن أقوال، ماكرون ”إساءة لفرنسا”، وإنها ”تعبر عمن هو غير مؤهل لتسيير البلاد”. وينتمي، ماكرون إلى حزب الأمام، وسبق له أن شغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة مانويل فالس، وشكّلت تصريحاته مفاجأة كبيرة في فرنسا التي يتحاشى فيها الكثير من السياسيين انتقاد الفترة الاستعمارية، بل إن عددا منهم يرون أن الاستعمار الفرنسي ساهم في نقل الحضارة إلى الدول المستعمرة، منهم الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي. وهي ليست المرة الأولى التي يخلق فيها، ماكرون الجدل حول وحشية الاستعمار فقد سبق أن أثار جدلا في أكتوبر 2016 عندما أدلى لمجلة لوبوان بتصريحات مختلفة. فقال حينها ”نعم في الجزائر حصل تعذيب، لكن قامت أيضا دولة وطبقات متوسطة، هذه حقيقة الاستعمار. هناك عناصر حضارة وعناصر وحشية”. لوموند: خيارات الجزائر تنحصر بين دعم، ماكرون أو هامون من جانبها تناولت الصحافة الفرنسية بإسهام انعكاسات زيارة، ماكرون للجزائر وعلقت صحيفة ”لوبوان” في قراءتها للزيارة، أن، ماكرون جاء إلى الجزائر كرئيس لبلاده، وقد لاحظ الجميع الحفاوة التي استقبله فيها المسؤولون الجزائريون، من السجاد الأحمر إلى الغداء مع رئيس الهيئة العليا للمؤسسات، علي حداد، وصولا إلى العشاء مع الوزير الاأول، عبد المالك سلال. وفي السياق نفسه، كتبت ”لوموند” الفرنسية عن زيارة، ماكرون: ”يبدو، ماكرون المرشح المفضل في الجزائر اليوم. إذ إن فرانسوا فيون بخطابه المحافظ والمعتز بتاريخ استعماري طويل، يبدو بعيدا كل البعد عما يتمناه الجزائريون. السؤال عن مارين لوبان لن يكون بديهيا في الجزائر، لذلك تنحصر الخيارات هنا بين، ماكرون والمرشح اليساري بونوا هامون، ويبدو أن تطمينات، ماكرون وانفتاحه في هذه الزيارة جعلت منه المرشح الأمثل بالنسبة لبلد المليون شهيد، المرشح الذي فرضته الظروف قبل كل شيء”.