تصريحات ماكرون عن الاستعمار تزلزل فرنسا: ** * ماكرون يتحدى منتقديه.. ويؤكد تصريحاته التاريخية عن الجزائر رفض المرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماكرون التراجع عن تصريحاته عن الجزائر إبان حقبة الاحتلال الإرهالبي الفرنسي رغم عاصفة الانتقادات من منافسيه في اليمين بل أكد أنه يتمسك بتصريحاته التي لقيت الكثير من الترحيب في بلادنا التي مازالت تنتظر اعترافا رسميا فرنسيا بمجازر وجرائم الاستعمار الدموي وتأمل الحصول على اعتذار وتعويض. ورفض ماكرون التراجع عن تصريحاته وقال في بيان مصور: (يجب أن تكون لدينا الشجاعة لتسمية الأشياء بمسمياتها.. هل نحن معاقبون بالعيش للأبد تحت ظلال تلك التجربة المؤلمة لبلدينا؟). أقوى مرشح لرئاسة فرنسا ماكرون قال خلال زيارة للجزائر إن تاريخ فرنسا في الجزائر كان (جريمة ضد الإنسانية) ورفض التراجع عنها الخميس. وأردف قائلا من الجزائر (كان الأمر وحشيا حقا وهو جزء من الماضي يجب أن نواجهه حتى نعتذر أيضا لمن تضرروا). كما قال ماكرون: (الاستعمار يدخل ضمن ماضي فرنسا.. إنه جريمة بل جريمة ضد الإنسانية وعمل وحشي وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نشاهده أمامنا ونقدم اعتذاراتنا للذين ارتكبنا بحقهم هذه التصرفات). وهو تصريح غير مسبوق لم يمضِ من دون أن يشعل مواقع التواصل في الجزائر وبعض ردود الأفعال الغاضبة في فرنسا. هجوم فرنسي على ماكرون وقالت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان يوم الخميس (هل هناك ما هو أسوأ-عندما تريد أن تكون رئيسا- من الذهاب للخارج واتهام البلاد التي تريد قيادتها بارتكاب جريمة ضد الإنسانية؟). ووصف دافيد راشلين مدير حملة مارين لوبين تصريحات ماكرون ب(غير المقبولة) وب(الشتيمة في حق فرنسا) متحدثًا عن أن ما قاله ماكرون أمر غير مسؤول لأنه ينعش خلافات قديمة لا ضرورة لإعادة إنعاشها من جديد . كما كتب فرانسوا فيلون مرشح الحزب الجمهوري على حسابه بتويتر أن تصريحات ماكرون تمثل (مقتا للتاريخ الفرنسي) وإن (هذه التوبة المستمرة تضرّ بسمعة مرشح لرئاسة الجمهورية) بينما كتب رئيس الحزب المسيحي-الديمقراطي جون فريديرك بواسون أن أقوال ماكرون إساءة لفرنسا وإنها تعبر عمن هو غير مؤهل لتسيير البلاد . وردا على تصريحات ماكرون دائما قال فرانسوا فيون مرشح المحافظين للرئاسة في خطاب بأحد مؤتمراته الانتخابية (هذا الأستياء من تاريخنا.. هذا الندم المستمر.. ليس لائقا بمرشح لرئاسة الجمهورية). وينتمي ماكرون حزب إلى الأمام وسبق له أن شغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة مانويل فالس وشكّلت تصريحاته مفاجأة كبيرة في بلد يتحاشى فيه الكثير من السياسيين انتقاد الفترة الاستعمارية بل إن عددا منهم يرون أن الاستعمار الفرنسي ساهم في نقل الحضارة إلى الدول المستعمرة منهم الرئيس الفرنسي الأسبق سيّئ الذكر نيكولا ساركوزي. وقال جيرار دارمانين المقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والنائب عن الحزب الجمهوري في تغريدة له: _العار لإيمانويل ماكرون الذي شتم فرنسا في الخارج بقوله إن الاستعمار الفرنسي كان جريمة ضد الإنسانية_. وصرح اليميني جان بيار رافارين من جانبه بأن إيجاد تعارض بين الفرنسيين وإخراج هذه القصص بغرض التقسيم أو إعادة التعبئة أرى وراء ذلك أغراضاً انتخابية ليس جديراً برئيس دولة أن ينبش جراحاً لا تزال مؤلمة جداً. واتهم واليران دو سان جوست المسؤول في الجبهة الوطنية ماكرون بطعن فرنسا من الخلف. هل تعتذر فرنسا ماكرون للجزائر؟ تفاعل كثير من الجزائريين مع وصف مرشح الرئاسة الفرنسي إيمانويل ماكرون استعمار بلاده للجزائر ب(الجريمة ضد الإنسانية). ويعتبر إيمانويل ماكرون المرشح الأوفر حظاً للوصول لسدة الحكم في فرنسا البلد الذي استعمر الجزائر ما بين (1830-1962). كذلك يعتبر تصريحه غير مسبوق في تاريخ فرنسا. إذ لطالما رفضت البلاد الاعتذار للجزائر عن الفترة الاستعمارية فهي تعتبرها قرارات اتخذها الأجداد ولا دخل للأحفاد فيها. ومنذ استقلال الجزائر سنة 1962 وأبناؤها يطالبون الفرنسيين بالاعتذار عما يوصف بالجرائم الاستعمارية التي ارتكبت في حقهم وهو ما تواصل فرنسا رفضه حتى هذه اللحظة. وأشعلت تصريحات المرشح الفرنسي مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر. إذ تناقل الجزائريون بكثافة التصريحات التي أدلى بها للقناة. بينما ذكّر بعضهم بما وصفت بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الأراضي الجزائرية. فيما اختار طرف آخر التركيز على الغضب الذي اشتعل في الداخل الفرنسي بسبب تصريحات مرشحها الأوفر حظاً. من جانب آخر اختار بعض المعلقين توجيه تحية للمرشح الذي خرج بتصريح غير مسبوق بينما انتقد آخرون ما اعتبروها هالة أحيطت بشخص ما زال مجرد مرشح للرئاسة وقد تكون تصريحاته مجرد جزء من دعايته الانتخابية فإذا وصل لرئاسة (فافا) قد تتغير نبرته.. ليبقى السؤال الكبير مطروحا: هل تعتذر فرنسا للجزائر إن حكمها ماكرون قريبا؟.