فجّر اعتراف مرشح الانتخابات الرئاسية الفرنسية "إيمانويل ماكرون" بجرائم بلاده ضدّ الإنسانية في الجزائر، الأربعاء، "زلزالا سياسيا" في باريس، ولم يهضم مسؤولو اليمين الفرنسي خصوصا اليمينيون متطرفون فرنسيون تشديد "ماكرون" (39 عاما) على التاريخ الأسود للمحتل القديم وإلحاحه على "حتمية تصحيح المسار". اختار جمهوريو بلاد الجنّ والملائكة، إعطاء تفسيرات خاصة لخرجة "ماكرون" بشأن تأكيده لقناة "الشروق نيوز" على أنّ "الاحتلال الفرنسي للجزائر كان مرادفا لجرائم ضدّ الإنسانية"، وتابع: "الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي. انه جريمة، جريمة ضد الانسانية، إنه وحشية حقيقية ونحن جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا في حقهم هذه الممارسات". وركّز المرشح "المعتدل" على كون "الكولونيالية الفرنسية داست على حقوق الإنسان في الجزائر بين سنتي 1830 و1962، واقترفت جرائم فظيعة رغم أنّ باريس هي من وضعت الأطر الحقوقية، لكنها تناست ببساطة أن تقرأها"، مردفا: "ما حصل كان همجية حقيقية علينا أن نواجهها، عبر تقديم اعتذاراتنا للجزائريين". وانتهى "ماكرون" إلى إبراز رغبته في "تنقية الماضي"، أشهرا بعد إقراره في حوار نشرته "لوبوان" الفرنسية أنّه في الجزائر "نعم في الجزائر حصل تعذيب، وجرى سلب الثروات، وقامت أيضا دولة وطبقات متوسطة، هذه حقيقة الاستعمار، هناك عناصر للحضارة وأخرى للوحشية".
"عار" و"سخط" قال عدة منتخبين في تيار اليمين وخاصة الجبهة الوطنية، إنّ تصريحات "ماكرون" ولّت لديهم شعورا ب "العار" و"السخط"، بينما دان رئيس الوزراء الفرنسي السابق "جان بيار رفاران" ما قاله "ماكرون"، وأوعز: "لا يجدر بشخصية مرشحة لرئاسة الدولة أن ينبش جراحا لا تزال جدّ مؤلمة"، كما اعتبر "رفاران" أنّ "إخراج هذه القصص من شأنه تقسيم الفرنسيين وخلق تعارضات بينهم"، قبل أن يفسّر كلام "ماكرون" على أنّه مرتبط ب "أغراض انتخابية" (...). وقال "جيرار دارمانين" المقرب من الرئيس السابق "نيكولا ساركوزي" والنائب عن الحزب الجمهوري في تغريدة على شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر): "العار لإيمانويل ماكرون الذي شتم فرنسا في الخارج بقوله أنّ الاستعمار الفرنسي كان جريمة ضد الإنسانية"، في وقت اتهم "واليران دو سان جوست" المسؤول في الجبهة الوطنية، "ماكرون" ب "طعن فرنسا من الخلف". وسبق ل "فرنسوا فيون" مرشح اليمين جدلا، أن صرّح قبل أشهر: "فرنسا لم تكن مذنبة حين أرادت مشاركة ثقافتها مع شعوب إفريقيا". ويعدّ "ماكرون" النجم الصاعد للحملة الانتخابية الرئاسية، وهو مرشح للانتقال إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في السابع ماي القادم، لمواجهة زعيمة اليمين المتطرف "مارين لوبان"، بحسب نوايا التصويت الحالية. تابعوا تصريحات "ماكرون" لقناة "الشروق نيوز"