جدد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، نفيه تكليف رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي بأي ”مهام ليبية”، لافتا إلى أنه لم يُفوّضه بأي مهمة، حاصرا هذه المهمة بوزير الخارجية خميس الجهيناوي في إطار السياسة الرسمية التونسية. وبحسب السبسي الذي كان يتحدث لقناة ”نسمة” التونسية، أول أمس فإن الجهيناوي يحوز على ثقته، وهو من يُمثّل تونس في الأنشطة الرسمية، كاشفا عن أن تونس بادرت تجاه ليبيا عندما شعرت أن هناك امكانية ما لحل ليبي ليبي، لافتا إلى أنه من الممكن أن يجمعه قريبا لقاء بقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر. وأضاف السبسي أن علاقته بالغنوشي مبنية على الصراحة في كل الموضوعات، مشيراً إلى أن زياراته إلى الخارج ليست جميعها تحت علمه. وعن دور زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في الأزمة الليبية، أشار السبسي إلى أن الغنوشي يتحاور مع الأطراف الليبية التي يحيد التواصل معها، ومواصلًا: هو يطلعني بتحركاته الديبلوماسية، ولا أرى مانعا في التعاون لما فيه خير لتونس. وأوضَحَ الرئيس التونسي عن لقاء قريب يجمعه بالمشير خليفة حفتر في تونس، لإقناعه بضرورة التوافق السياسي لحل الأزمة في ليبيا، على أن يدخل اللقاء في إطار مبادرته السياسية لحل الأزمة في ليبيا. وتَحَدُّثُ الرئيس التونسي بأن ”محاولة دول كبرى التدخل في ليبيا هو السبب وراء دفعي للإسراع في طرح مبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية، وتجنب صراع العمالقة في ليبيا، والذي يضر فيما لو حدث باستقرار تونس”. وقال الباجي قايد السبسي، إن حلّ الأزمة الليبية يجب أن يتم دون تدخل أجنبي. وأوضح السبسي أن ”تونس ومصر والجزائر متفقون حول ضرورة أن يكون الحلّ ليبياً، والليبيون أيضا متفقون معنا في ذلك”. ولفت إلى أنه ”إذا لم يكن الحل ليبياً فتونس لن تشارك في الموضوع”. وفي السياق نفسه، أكد الرئيس التونسي أن ”الفرقاء الليبيين لهم آراء مختلفة، ولذلك نحن نسعى للتوفيق بينهم”، وأضاف أنه ”لا يوجد حلّ في الأزمة الليبية دون مشاركة دول الجوار الثلاث، تونس ومصر والجزائر، في إيجاد حلول للأزمة في ليبيا”، كاشفا عن لقاء ثلاثي رئاسي بجمع رؤساء البلدان الثلاث، الجزائروتونس ومصر، إن تعثرت الحلول بعد لقاء وزراء الخارجية المعنيين. وحول المبادرة التي أطلقها لجمع الفرقاء الليبيين، قال السبسي ”أردنا ضمان أسباب نجاح المبادرة، وكنا نستطيع القيام بها لوحدنا، لكن فضلنا أن يكون جيران ليبيا موجودون أيضاً. وأضاف السبسي ”عرضت المبادرة على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ سنة، وذهبت للجزائر لعرضها على الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وقبلا المشاركة فيها”.