من المنتظر أن تنظم الجزائر في القريب العاجل، ملتقا دوليا يجمع أئمة الساحل ومشايخها من أجل النظر في الآليات الكفيلة لتجفيف منابع الإرهاب، ودراسة حماية عقيدة سكان الساحل من التطرف والتعصب، الذي بات يهدد المرجعيات الدينية في المنطقة ككل، على اعتبار أن التوتر الأمني هو السائد في تلك المنطقة، المعروفة بانتشار مختلف الجماعات المسلحة مثل القاعدة في المغرب، وتنظيم الدولة ”داعش” وجماعة بوكوحرام على أراضيها. سيقيم معهد تكوين الأئمة بولاية تمنراست ملتقى يتناول ظاهرة الإرهاب في منطقة الساحل، وسيوجه أئمة المنطقة لاجتثاث التشدد الديني والوقاية منه، حيث يمثلون الدول الأعضاء في الرابطة أئمة الساحل وهي الجزائرموريتانيامالينيجيرياالنيجر بوركينا فاسو وتشاد بالإضافة فضلا عن جامعيين وفاعلين في الحقل الثقافي المحلي. وحسب مصادر من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف فإن أئمة الساحل سيعكفون خلال هدا اللقاء على وضع ضوابط جديدة لحماية المساجد المنتشرة عبر ربوع المنطقة في ظل انتشار الأفكار المتعصبة والمتطرفة التي تستهدف عقول الشباب وجدبهم الى مختلف التيارات التي تحملها التنظيمات الإرهابية كما سسكون ضرورة معرفة استعمال مواقع التواصل الإجتماعي من قبل لبأئمة اكثر من ضروري لأن الإرهاب أصبح قادما من تلك الوسائل التي باتت تهدد المنطقة ككل. ويؤكد علماء الساحل في كل مرة يلتقون على ضرورة تجديد الخطاب الديني والرقي به إلى مستوى مشروع مجتمع لا يقصى غير المسلمين”، فيما تمت الإشادة بميكانيزمات الوقاية من التطرف التي تضمنها إتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر للحوار لكونها تشمل الأئمة والدعاة. وستكون تجارب كل دولة في محاربة الإرهاب حاضرة في النقاش اثناء لقاء أئمة الساحل والتشديد على ضرورة الاستفادة من التجارب المختلفة، والتنسيق قيما بينها في اطار ما يعرف برابطة أئمة الساحل ذو الانخراط بشكل أكبر في الجهود الوقائية من الظواهر الناجمة عن التشدد في الدين مع منح الأئمة والدعاة أدوات العمل التي تمكنهم من القيام بدورهم الإجتماعي والتوعوي في الوقاية من التشدد والتطرف العنيف. وكانت رابطة علماء الساحل قد عقدت مؤخرا بالعاصمة التشادية انجامينا أشغال الورشة الخامسة لرابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل لمواصلة البحث والنقاش حول ”دور علماء الدين بمنطقة الساحل في مجال حماية الشباب من التطرف والتطرف العنيف”. وتم البحث أكثر في مسألة استخدام التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال من طرف العلماء والأئمة بهدف تعزيز الخطاب الديني الرامي إلى ترسيخ قيم التسامح والتبادل لدى فئة الشباب وتحسيسهم بالمخاطر التي تمثلها الأفكار الهامة التي تنشرها التنظيمات الإرهابية.