أشهرت روسياوالصين، مساء الثلاثاء، حق النقض ”الفيتو” ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى فرض عقوبات على روسيا وإدراج 11 من قادتها العسكريين على ”القائمة السوداء”، على خلفية اتهامات بشن هجمات بأسلحة كيماوية. وأيد القرار الذي صاغته بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة تسع دول مقابل معارضة روسياوالصين اللتين تتمتعان بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي مع حق النقض ”الفيتو” بالإضافة إلى بوليفيا، في حين امتنعت كازاخستان وإثيوبيا ومصر عن التصويت. ويأتي مشروع القرار على خلفية اتهامات للحكومة السورية في أكتوبر الماضي بإسقاط براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور السام من مروحيات على مدنيين خلال 2014 و2015. وانتقد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الخطوة الروسية الصينية وقال جونسون، في تصريحات له، ”إنه من المخيب جدا أن البلدين قد صوتتا ضد قرار لمجلس الأمن بشأن اتخاذ إجراء رد على الاستخدام المروع للأسلحة الكيميائية في سوريا”. وكان القرار في حال صدوره سيحظر بيع أو تزويد الجيش السوري بطائرات الهليكوبتر. كما تضمن مشروع القرار حظراً للسفر وتجميداً لأموال 11 من القادة العسكريين والمسؤولين السوريين في الخارج، إضافة إلى 10 كيانات حكومية أو مرتبطة بالحكومة السورية، إن وجدت. وسبق أن استخدمت روسيا حق النقض الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن إزاء الأزمة في سوريا منذ 2011، وقد تعهدت باستخدامه للاعتراض على مشروع القرار الجديد من خلال ما صرح به اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن رفض موسكو فرض أية عقوبات جديدة على الحكومة السورية؛ بدعوى أنها ستقوض جهود محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الأزمة في سوريا والتي انطلقت الأسبوع الماضي في جنيف، بمشاركة وفدي الحكومة والمعارضة السورية. وكان نائب سفير روسيا لدى الأممالمتحدة فلاديمير سافرونكوف، قال للصحفيين إن موسكو ستستخدم حق الفيتو ضد مشروع القرار. وشككت موسكو في نتائج التحقيق المشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولفتت إلى أنه لا يوجد دليل كاف كي يتخذ مجلس الأمن أي إجراء بهذا الشأن. وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنه ليس هناك شك حول استخدام المسلحين للمواد السامة في شرقي حلب، معربا عن أسفه لرفض خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التحقق من هذه المعلومات. وتنفي الحكومة السورية استخدام قواتها للأسلحة الكيماوية. وتتطلب الموافقة على أي قرار بالمجلس تأييد تسعة أصوات وعدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية: الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسياوبريطانياوالصين للفيتو. واستخدمت روسيا الفيتو لمنع صدور ست قرارات لمجلس الأمن بشأن سورية منذ بدء الصراع في 2011. وانضمت الصين إلى موسكو في الاعتراض على ست قرارات.