أبدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قلقها إزاء تواصل عمليات التهجير القسري للاجئين النيجيريين من أقصى منطقة شمالية في الكاميرون إلى شمال شرق نيجيريا الذي يشهد اضطرابات وأزمات، رغم توقيع اتفاقية ثلاثية الأطراف مؤخراً تهدف إلى ضمان عودة اللاجئين طوعاً وليس قسرا. وقال المتحدث باسم مكتب المفوضية الأممية بابار بالوتش، في تصريح للصحفيين من جنيفأمس الأربعاء: ” إن مفوضية اللاجئين قلقة بصورة خاصة إزاء استمرار عمليات الترحيل القسري بلا هوادة، حتى بعد توقيع اتفاقية ثلاثية الأطراف بين حكومتي نيجيرياوالكاميرون والمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في ياوندي في الثاني من مارس الجاري”. وأشار بالوتش إلى أن العودة القسرية لطالبي اللجوء واللاجئين تشكل انتهاكاً خطيراً لاتفاقية اللاجئين لعام 1951 واتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية لعام 1969، وهما اتفاقيتان صادقت عليهما الكاميرون. ودعا المسؤول الأممي السلطات الكاميرونية إلى احترام التزاماتها للمواثيق الدولية والإقليمية لحماية اللاجئين، وكذلك قانون البلاد. وتقول التقارير الأممية إن السلطات الكاميرونية أجبرت أكثر من 2600 لاجئ نيجيري على العودة إلى قرى حدودية في نيجيريا، على عكس رغبتهم، خلال العام الجاري وحتى الآن. وتستضيف الكاميرون أكثر من 85 ألف لاجئ نيجيري على أراضيها، أغلبهم فر من أعمال العنف والهجمات المسلحة التي تنفذها جماعة ”بوكو حرام” المسلحة في أنحاء عديدة وخاصة الجزء الشمال الشرقي من نيجيريا. يشار إلى أنه منذ بداية تمرد جماعة ”بوكو حرام” التكفيرية قبل 8 سنوات، قتلت الجماعة أكثر من 15 ألف شخص وأجبرت أكثر من مليوني آخرين على مغادرة ديارهم.