قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الكاميرونية، الكولونيل "ديدييه بادجاك"، اليوم الثلاثاء، إنّ حوالي 300 من عناصر جماعة بوكو حرام، فرّوا من المجموعة المسلّحة المتمركزة شمال شرقي نيجيريا (على الحدود مع الكاميرون)، قدموا طلبا للجوء في بلادنا"، وذلك منذ بداية سبتمبر/ أيلول الجاري. وأضاف “بادجاك”، في تصريح خصّ به الأناضول، أنّ أولئك الأشخاص “وصلوا في شكل دفعات متتالية، وطلبوا، طوعا، الحصول على لجوء في الكاميرون. كما سلموا أسلحتهم للسلطات الكاميرونية”. ولم يدل المتحدث باسم وزارة الدفاع الكاميرونية بتوضيحات إضافية حول أسباب عبور هؤلاء المسلّحين للحدود والتوجّه إلى السلطات الكاميرونية. ومن جانبه، قال مصدر أمني في العاصمة الكاميرونية ياوندي، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح للأناضول، إنه يجري حاليا التحقيق مع الفارين ال 300 من طرف المخابرات الكاميرونية، موضّحا أنّ عملية الاستجواب تهدف إلى “الحصول على أسماء وأماكن، لاستيعاب طرق وأساليب عمل المجموعة المسلحة، إضافة إلى مشاريعها المستقبلية، والكشف عن عملاء محتملين لها في الكاميرون”. وفيما يتعلّق بأسباب الفرار، أشار المصدر الأمني ذاته إلى أنّ عناصر بوكو حرام أكّدت هروبها “بسبب العنف المفرط” الذي يهيمن على الحركة. وأضاف أنّ “معظم من انضموا إلى المجموعة المسلّحة لم يكونوا مقتنعين بذلك، غير أنّهم كانوا منجذبين إلى فكرة الربح المادي، لكن وبمجرّد إطلاعهم على الكواليس الداخلية، أدركوا سريعا أنّ الحياة لم تكن بذلك الجمال الذي كانوا يتطلّعون إليه”. وبلغة قبائل “الهوسا” المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني “بوكو حرام”، “التعليم الغربي حرام”، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية. وحافظت جماعة “بوكو حرام” على سلمية حملاتها – رغم طابعها المتشدد – ضد ما تصفه ب”الحكم السيء والفساد”، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.