يحتضن المتحف العمومي الوطني الإخوة الشهداء بولعزيز بخنشلة الملتقى الوطني الخامس ”الأوراس عبر التاريخ”، يومي 12 و13 أفريل القادم، وسيكون الملتقى تحت عنوان ”الأوراس ومرحلة الاندماج الأول من خلال الفتوحات الإسلامية”، وسيتناول إشكالية هذا الملتقى كحالة زمكانية حاسمة من بلاد المغرب عموما والأوراس خصوصا، التي ارتبطت بعمليات الفتح الإسلامي خاصة وإننا لا نكاد نعرف عن وقائع هذا الفتح إلا من خلال طروحات مختلفة عربية وغربية جاءت الأولى متأخرة وأحيانا متضاربة وتفننت الثانية في طرح إشكالات مصطنعة وملغمة لم تتجل مظاهرها إلا تأسفها على إخفاق روما ونجاح مشروع هؤلاء العرب. وسيطرح الملتقى موضوع الفتوحات وإشكالية رئيسية تمثلت في خلفيات طول المدة التي استغرقتها عملية الفتوحات، لكن لخصها ذلك الاندماج العقدي السريع الذي ألهم أصحابه على رفع رايات التوحيد ونشرها في الأندلس، وتأسيس إمارات بربرية إسلامية خالصة وإنقاذ بلاد الأندلس من السقوط في معركة الزلاقة الخالدة بقيادة البربري يوسف بن تاشفين. وسيقوم الملتقى على إشكاليات فرعية من بينها طبيعة الأوراس قبل الفتح الإسلامي: النسيج البشري في ظل الاحتلال البيزنطي، سياسة البيزنطيين مع السكان المحليين بعد مجيء العرب الفاتحين وبدء المواجهات مع البيزنطيين، دور البيزنطيين في إذكاء الحرب بين المسلمين والسكان المحليين، الجغرافية التاريخية والبعد المكاني وأثره في التصدي لجيوش الفتح، تغييب الكتابات الغربية بالخصوص للعنصر الثالث المتمثل في البيزنطيين أثناء مراحل الفتوحات الإسلامية وحصر الصراع بين المسلمين والبربر ؟ الأسباب والخلفيات. ويرى المنظمون أن الملتقى يهدف إلى محاولة إظهار معالم هذه المرحلة الهامة من تاريخ المغرب القديم عموما والأوراس على وجه الحصر، إثراء المكتبة التاريخية الوطنية بالأبحاث المتعلقة بهذه المرحلة الفاصلة، لفت انتباه المختصين إلى أهمية هذه المرحلة من التاريخ الوطني ودور الأوراس في صنع أحداثها وتوجيهها. وينقسم الملتقى إلى عدة محاور هي الأوراس عشية الفتوحات الإسلامية، الوجود البيزنطي: علاقات البيزنطيين مع السكان المحليين، الإمارات المحلية، مراحل الفتوحات الاإلامية في الأوراس - حملات المرحلة الاستكشافية – حملات الفتوحات النهائية – استكمال الفتح، حركات التصدي لحملات الفتح الإسلامي في الأوراس وخلفياتها - ردود الفعل البيزنطية – حرمة الكاهنة – حركة كسيلة – شخصيات الفتوحات الإسلامية، انتشار الإسلام والأوراس، دور الأوراس في نشر الإسلام ببلاد المغرب، اندماج السكان المحليين في الحضارة الإسلامية ومساهمتهم فيها، الشواهد الأثرية المتعلقة بالفتوحات الإسلامية: قصر بغاي هل له علاقة بالكاهنة، الدلائل الأثرية، بير العاتر ومقتل الكاهنة هناك، قلعة جمينه ملجأ للفارين من الغزاة في الأوراس. ويرى المنظمون أنه لعل من أهم وأخطر المراحل الحاسمة التي مرت بها بلاد المغرب عموما والأوراس على وجه التحديد، مرحلة الفتوحات الإسلامية التي مرت بثماني مراحل، وامتدت على مدار أكثر من ستين سنة، نظرا لما طرحته وتطرحه من إشكاليات كثيرة خلفت جدلا واسعا في أوساط الأكاديميين الباحثيين والناشطين السياسيين وغيرهم، لذلك لزم الأمر تخصيص حيز لهذه الفترة ضمن ملتقيات أصبحت تقليدا حميدا كرسها المتحف العمومي الوطني الإخوة بولعزيز بخنشلة كل سنة، للبحث في إحدى مراحل تاريخ الأوراس القديم، ليستقر في هذه الطبعة الخامسة عند مرحلة الفتوحات الإسلامية وأثرها في الأوراس.