وقعت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ليل الثلاثاء، طلبا رسمياً لخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يسلم طلب البريكسيت السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي، تيم باروو، إلى رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، ظهيرة اليوم، وسيتم إثر ذلك تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، والتي بمقتضاها تبدأ لندن رسمياً إجراءات الخروج من المنظومة الأوروبية. وذكرت مصادر اعلامية أنّ ماي ستترأس اجتماعاً للحكومة البريطانية، تتلو في ختامه بياناً أمام مجلس العموم تبلغه من خلاله بمضمون الرسالة وتعلن فيه بدء العد التنازلي للبريكسيت. وتنص المادة 50 من معاهدة لشبونة، التي ستغادر بموجبها بريطانيا الاتحاد الأوروبي، على أن ”الدولة التي تريد الخروج من الاتحاد الأوروبي لا يحق لها المشاركة في المشاورات داخل الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع”، إضافة إلى أن ”أي اتفاق لخروج أي دولة من عضوية الاتحاد يجب أن يحظى ”بأغلبية مشروطة” (أي 72 بالمئة من الدول الأعضاء ال 27 المتبقين في الاتحاد الأوروبي، ما يمثل 65 بالمئة من سكان دول الاتحاد) وكذلك بتأييد نواب البرلمان الأوروبي. ومن المتوقع أن يجتمع قمة القادة الأوروبيون نهاية شهر أبريل المقبل لتكليف المفوضية الأوروبية بالشروع في التفاوض مع بريطانيا بشأن خروجها من الاتحاد، وهي المفاوضات التي قد تستمر عامين. وكان البريطانيون صوتوا في شهر جوان من العام الماضي، لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي وذلك بعد 43 عاماً من العضوية. وصوت 51.9 في المئة من الناخبين البريطانيين مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد، مقابل 48.1 في المئة عبروا عن تأييدهم للبقاء فيه، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية الجمعة. وقبل الشروع في المفاوضات بين لندن وبروكسل، سيتعين على لندن تسديد فاتورة خروجها من الاتحاد الأوروبي، وهي مستحقات للاتحاد توازي قيمة عضوية بريطانيا في بعض الكيانات التابعة له، مثل الصندوق الاجتماعي الأوروبي، والصندوق الأوروبي للتنمية الاقليمية، ويتوجب على بريطانيا أن تسدد باقي حصتها كاملة، وهو ما يقدر بنحو 60 مليار يورو، وذلك قبل الشروع في مفاوضات الخروج النهائية.