بعد سنوات طويلة من الإهمال واللامبالاة انطقت، خلال الايام الماضية، أشغال مشروع تهيئة الحديقة العمومية الشهيد رشيد شعبوب وسط مدينة ميلة بعدما تدهور حالها وتحولت إلى مجرد مركز مهترئ نتيجة انتشار الأوساخ، وتحويلها إلى سوق لبيع الهواتف النقالة والعصافير، وحتى أن أطرافا حاولت خلال السنوات الماضية بيع أجزاء منها من أجل نهب أرضها وإقامة مشاريع استثمارية على حساب تاريخها وآثارها، حيث تحتوي عديد القطع الأثرية، والتي تقرر تحويلها إلى الثكنة الأثرية بميلة القديمة. تتربع الحديقة العمومية التي تتوسط المدينة على مساحة تفوق 4800 متر مربع بمحيط طولي يقدر بأكثر من 261 مترا، حيث قدر مبلغ الصفقة بأزيد من 23 مليونا و700 ألف دينار، وسيتم تهيئتها في مدة أقصاها ثلاثة أشهر لتكون مفتوحة للمواطنين فور انتهاء الأشغال مباشرة.. وهو ما أكد عليه والي ولاية ميلة أثناء إعطائه انطلاق الأشغال، كما منح لأحد بائعي النباتات والورود داخل هذا المرفق، ركنا على مستوى الحديقة ليستغله في هذا النشاط، بعد استلام المشروع على أن يرفع هذا المواطن كل النباتات التي يعرضها أثناء فترة الأشغال، خصوصا أنه كان مستحوذا على مساحة معتبرة من الحديقة. وبخصوص القطع والحجارة الرومانية الموضوعة بالحديقة العمومية، أكد رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة، أنه قد تم جردها في آخر عملية قامت بها المصلحة المذكورة أواخر العام 2016، حيث قدر عددها بثلاثين قطعة سيتم وتحويلها إلى فرع الديوان الوطني لحماية واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بالثكنة القديمة لميلة، لتكون في مأمن من الأضرار التي من الممكن أن تلحق بها بسبب الأشغال، وأكد أيضا أن إعادتها للحديقة سيكون مع ضمان التكفل بحمايتها، خصوصا أنها ذات قيمة كبيرة كونها تعود للفترة الرومانية.