أثار الاستحقاق الانتخابي في الجزائر اهتمام ممثلي عديد العواصم الغربية لرسم صورة واضحة المعالم عن الوضع السياسي والاقتصادي، حيث تتزامن زيارة مفوضة الاتحاد الأوروبي السامية للشؤون الخارجية وللسياسة الأمنية، فيديريكا موغريني، منذ أمس مع جولة لوفد برلماني أمريكي تستغرق عدة أيام. تبدي أوروبا وأمريكا تحمسا لمعرفة تفاصيل المشهد الوطني، من خلال برمجة زيارات لكبار المسؤولين الغربيين الجزائر أثناء وعشية انطلاق الحملة الانتخابية، اليوم الأحد، خصوصا وأن الحكومة في الظرف الراهن ليس بإمكانها اتخاذ قرارات مهمة في المجال الاقتصادي والسياسي. وبدات أمس موغريني، زيارة رسمية إلى الجزائر بدعوة من وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، حيث تعد الثانية، بعد تلك التي قامت بها في سبتمبر 2015، ويعتبرها الطرفان دليلا على رغبة الجزائر والاتحاد الأوروبي في تعزيز حوارهما السياسي على أعلى مستوى في سياق تفعيل علاقات التعاون والشراكة، إذ تسعى أوروبا لأن تكون الانتخابات مناسبة بالنسبة لرئيسة الدبلوماسية الأوروبية للاطلاع على الوضع السياسي والاقتصادي في الجزائر، بعد التقارير التي تتحدث عن ”غموض” سياسي واقتصادي وهو ما يقلق شركاء الجزائر، الذين يرون فيها عامل استقرار في المنطقة. لكن أبرز زيارة تكون لأعضاء من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي، لمدة ثلاثة أيام، والذين سيجرون خلالها سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة، بالإضافة إلى عقدهم لقاءات مع مسؤولين سياسيين وقادة أحزاب سياسية، للإطلاع على الوضع السياسي والاقتصادي في الجزائر. وذكر بيان للسفارة الأميركية في الجزائر، بأن السفيرة جون بولاشيك، التقت في وقت سابق، بعدد من القيادات السياسية وجمعيات من المجتمع المدني، بهدف الاطلاع على الوضع السياسي في الجزائر، عشية تنظيم الانتخابات التشريعية المقررة في الرابع ماي المقبل. وتوحي التحركات الغربية في الجزائر بتحمس أميركي أوروبي لمعرفة تفاصيل المشهد السياسي واعتبار التشريعيات ”بارومتر” لتقصي مستقبل الجزائر. وكان رئيس الوزراء الفرنسي بيرنار كازنوف قاد زيارة للجزائر أثارت الكثير من التساؤلات حول خلفياتها بالنظر لكون البلدين على وشك تنظيم استحقاقين انتخابيين في الجزائر وباريس. واستعانت السفارات الأجنبية بالأحزاب السياسية سواء المقاطعة أو المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، لمحاولة استقراء الوضع القائم في الساحة الوطنية، فقد اجتمع السفير الإسباني في الجزائر ألجندرو بولونكو، الأحد الماضي، برئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس. وكشف حزب رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، في بيان له، عن تفاصيل اللقاء، وجاء في البيان أن سفير مدريد تطرق أثناء المحادثة، لعلاقات التعاون القائمة بين الجزائر والمملكة الإسبانية وآفاق تطورها وسبل تنويعها. كما ذكّر بالأسباب التي أدت بحزب طلائع الحريات إلى اتخاذ القرار بعدم المشاركة في هذه الاستحقاق، وهي الأسباب التي تم الإعلان عنها للرأي العام الوطني سالفا.