يرتقب أن يعلن الرئيس الحديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خير الدين زطشي عن إسم المدرب القادم للخضر خلال السويعات القادمة. و قد أضحى من المؤكد أن المدرب القادم للمنتخب الوطني الجزائري سيكون إسبانيا وذلك بسبب القطيعة التي أعلنتها الفاف مع المدرسة الفرانكوفونية منذ عهد الرئيس المنتهية عهدته ،الحاج محمد روراوة. وقد يكون التعويل على المدرسة الاسبانية نوعا من المجازفة بالنسبة للمنتخب الوطني الجزائري المقبل على تحديات في غاية الصعوبة و في مقدمتها تصفيات كأس امم افريقيا 2019 و التي سيواجه خلالها الخضر منتخب الطوغو بداية من شهر جوان المقبل دون أن ننسى مواجهة زامبيا ذهابا و ايابا مع استئناف التصفيات المؤهلة الى مونديال روسيا 2018. مشكل اللغة من أهم العوائق التي سيواجهها المدرب الجديد للخضر فكما هو معلوم فان أغلبية لاعبي المنتخب الوطني الجزائري لا يتقنون اللغة الاسبانية و هذا الأمر قد يمثل عائقا مع المدرب القادم للخضر و الذي من المتوقع أن يكون اسبانيا ،و لعل ما حدث مع المدرب الصربي ،ميلوفان راييفاتش الذي لم يكن يتقن اللغة الفرنسية و حتى الانجليزية خير دليل على أن عامل اللغة يلعب دورا هاما من أجل تحقيق الأهداف المسطرة ،فراييفاتش الذي لم يعمر طويلا مع الخضر كان خطاءه الأول أنه لم يستطع التواصل مع لاعبي المنتخبي الوطني الذين يتقنون الفرنسية أكثر من اية لغة أخرى بحكم ان معظمهم مولودون بفرنسا و حتى بالنسبة للاعبين المحليين فان اللغة الفرنسية هي السبيل الوحيد للمدرب الوطني من أجل ايصال افكاره و برامجه اليهم عكس اللغة الانجليزية او اية لغة أخرى. المدربون الإسبان ليست لديهم الخبرة في القارة الافريقية ومهما كان اسم المدرب القادم للخضر فانه لن يكون من ذوي الخبرة في القارة السمراء فقليل هم المدربون الاسبان الذين نجحوا في افريقيا على عكس المدرسة الفرنسية و البلجيكية ،و يبقى المدرب خوان كارلوس غاريدو هو المدرب الاسباني الوحيد الذي صنع الاستثناء من خلال عمله في افريقيا مع النادي الأهلي المصري ،لكنه على الرغم من ذلك يفتقر الى التجربة مع المنتخبات و هذا ما قد يصعب من مهمة المدرب الاسباني في القارة السمراء. سيناريو غوركوف قد يتكرر مع الخضر بالإضافة الى اللغة و نقص التجربة في القارة الافريقية ،نجد كذلك أن أغلبية التقنيين الإسبان يعتمدون على خطة 4-4-2 و اللعب برأسي حربة و هذا قد يؤثر على عدة نجوم في المنتخب الوطني الجزائري على غرار براهيمي محرز غزال و غيرهم وهو السيناريو الذي سبق و ان عرفته التشكيلة الوطنية مع المدرب السابق للخضر و نقصد الفرنسي كريستيان غوركوف الذي حاول فرض فلسفته المتمتلة في الاعتماد على خطة 4. 4. 2 ،لكن كل محاولاته باءت بالفشل و تسببت في الكثير من الأحيان في خسارة التشكيلة الوطنية قبل ان يستسلم للأمر الواقع و يقرر الاعتماد على الطريقة الكلاسيكية في الهجوم و الاعتماد على الأجنحة مثلما كان يفعل المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش. مشكل الأظهرة سيؤثر كثيرا على المدرب القادم للخضر ان كان اسبانيا و مع كل العوامل التي ذكرناها فان التكتيك الاسباني يعتمد بشكل كبير على الأظهرة الذين يجب أن يكونوا من العيار الثقيل وهو ما يفتقده المنتخب الوطني الجزائري الذي عانى من هذا المشكل خلال كان 2017 و خاصة على مستوى الظهير الأيمن الذي لم يجد له المدربون الذين تعاقبوا على تدريب الخضر حلا جذريا و اكتفوا فقط ببعض الحلول الترقيعية.