أعلنت حركة ”طالبان” الأفغانية، يوم أمس، عن بدء ”هجوم الربيع” السنوي الذي أطلقت عليه اسم ”عملية منصوري”، نسبة إلى زعيم الحركة السابق الملا أختر منصور، الذي قتل في غارة جوية أمريكية العام الماضي. وقالت الحركة، في بيان، إنها ستكثف عملياتها ضد القوات الأفغانية والقوات الأجنبية المتواجدة في البلاد، وستستهدف البنية التحتية العسكرية والاستخباراتية لتلك القوات، وإن عملياتها ستجمع بين الهجمات التقليدية والانتحارية وأساليب حرب العصابات، مضيفة أن ”العدو سيكون مستهدفاً وملاحقاً، مقتولاً أو أسيراً، حتى إخلاء آخر معاقله”، متعهدة بتقليل نسبة الخسائر بين المدنيين. ولفت البيان إلى أن الحركة تسيطر على أكثر من نصف مساحة أفغانستان، مستشهدا بتقرير أمريكي صدر في فبراير الماضي، أظهر أن الحكومة الأفغانية تسيطر فقط على 52 في المئة من مناطق البلاد. وأضافت ”طالبان” بأنّها ستواصل تطوير المناطق التي تسيطر عليها، وستقيم مؤسسات لتأمين الحقوق الاجتماعية والأمنية والقانونية للسكان. وجاء الإعلان بعد أسبوع من تنفيذ الحركة هجوما على قاعدة للجيش الأفغاني في مقاطعة ”بلخ” في مدينة مزار الشريف بشمال البلاد، يعد الأكثر دموية منذ إسقاط حكم طالبان قبل أكثر من 15 عاماً، ووصفته الحركة بأنه مقدمة ل ”هجوم الربيع”، وأسفر عن مقتل 140 جندياً أفغانياً وإصابة 160 آخرين، وفقاً للإحصاءات الرسمية. وكان زعيم حركة طالبان الملا منصور قتل في ماي 2016 بضربة نفذتها طائرة أمريكية موجهة على الأراضي الباكستانية، ودأبت حركة طالبان على شن سلسلة هجمات مع حلول الربيع من كل سنة تستهدف القوات الأجنبية التي طردتها من الحكم مع نهاية العام 2001 وحلفاءها من القوات الأفغانية. يذكر أن الولاياتالمتحدة تنشر قرابة 8400 من جنودها في أفغانستان معظمهم في إطار بعثة ”الدعم الحازم” التي يقودها حلف شمال الأطلسي ”ناتو” لإعداد وتدريب القوات الأفغانية.