سجّلت أسعار النفط الخام، أول أمس، ارتفاعا في الأسواق الدولية بسبب احتمال تمديد منظّمة الدول المصدّرة للبترول ”أوبك” خفضها لإنتاج النفط الخام، في وقت ارتفعت تحذيرات تؤكد انهيار الأسعار إلى مستوى دون 40 دولارا للبرميل في حال عدم تمديد الاتفاق لستة أشهر إضافية على الأقل. وتعهّدت أوبك، ومنتجون مستقلّون من بينهم روسيا، بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً، خلال النصف الأول من العام الحالي، ولمّح منتجون خليجيون وغيرهم إلى احتمال تمديد اتفاق الخفض حتى نهاية 2017، ومن المقرّر أن تجتمع أوبك، في ماي، لبحث تمديد الاتفاق. وبلغ سعر برميل نفط الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 49.43 دولاراً، بزيادة 46 سنتاً، في حين بلغ سعر برميل نفط خام برنت 51.91 دولاراً أمريكياً بزيادة 47 سنتاً، أو نسبة 0.91٪، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز. واستقرّت عقود خام برنت عند 51.86 دولاراً للبرميل بارتفاع بلغ 42 سنتاً أو 0.82٪، مع العلم أن عقود برنت تراجعت بواقع 8.5 مقابل أعلى مستوياتها المسجّلة على مدار الشهر الجاري. وارتفعت الأسعار أمس في ضوء تصريحات الأوبك الداعمة للتوصل إلى اتفاق يضمن تراجع المخزونات الإضافية للنفط الخام. وتوقّعت مؤسسة ”ريستاد” الاستشارية للطاقة أن ترتفع إنتاجية الولاياتالمتحدة من النفط الصخري بواقع 100 ألف برميل لكل شهر في عام 2018، مقابل توقعات إدارة معلومات الطاقة؛ التي توقعت بأن يرتفع الإنتاج بواقع 29 ألفاً فحسب. وبالمقابل رجح رئيس أبحاث هيئة الاستثمار في أبوظبي، كريستوف روهل، أن ينخفض سعر النفط الخام إلى أقل من 40 دولاراً للبرميل ما لم توسع منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” والمنتجون المتحالفون معها تخفيضاتهم الجماعية في الإنتاج إلى ما بعد جوان. وحسب تصريحات روهل التي نقلتها وكالة ”بلومبرغ” أدت التخفيضات التي استمرت ستة أشهر، والتي دخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي، إلى وضع حد للأسعار، ولكن زيادة المعروض من النفط الصخري الأمريكي، إلى جانب مخزونات أمريكا العالية والاكتشافات النفطية المستمرة لم تساعد على ارتفاع سعر برميل النفط الخام فوق 50 دولاراً. وأكد روهل أنه إذا لم تمد ”أوبك” والدول النفطية الأخرى الاتفاق على مواصلة التخفيضات فإن سعر 50 دولاراً سينخفض، وليس هناك شيء لوقفه دون 40 دولاراً للبرميل”.