تعرف الطبعة الخمسون لمعرض الجزائر الدولي تغيرا هاما وملحوظا، حيث استطاع المعرض هذه المرة أن يتحول من وجهة تجارية بحتة إلى وجهة اقتصادية تبحث عن شراكة اكبر في مختلف المجالات. ويرى الطيب زيتوني، الرئيس المدير العام لشركة ”صفاكس”، بأن هذا الفضاء كان وجهة لمنتوج أوروبي مصنوع خارج الوطن بأيدي غير وطنية ويستهلك في بلادنا. ونحن من خلال هذه الطبعة أردنا أن نمضي إلى شراكة تماشيا مع برنامج الحكومة الجديد لأننا ننمي المنتوج الوطني ونسعى أيضا إلى تنمية سياسة التصنيع الوطنية، وذلك لا يتسنى إلا بالمرور نحو شراكة فعلية”. وتتطلع روسيا الضيف الشرفي في هذه الطبعة إلى تحقيق الشراكة والمناولة ويعتبر هذا ضمن أولوية برامجها. ويوضح في هذا الصدد الكسندر بولماسوف، مسؤول العلاقات العامة بشركة روسية لتنظيم المعارض، ”أن شركتنا كبيرة وتمثل حوالي 64 بالمائة من السوق الروسية للشاحنات، وأنا هنا في الجزائر للاطلاع على جميع القوانين والتشريعات لأنها تتغير كثيرا، وذلك قبل القيام باستثمارات مباشرة في الجزائر”. وأعرب العارضون الأجانب عن نيتهم في الاستقرار بالسوق الوطنية باعتبارها سوقا واعدة ترتكز على المناولة والتصدير إلى الخارج. وجاءت هذه الطبعة تحت شعار ”50 سنة خدمة للاقتصاد الجزائري” يشارك في هذا الحدث الاقتصادي والتجاري الأهم من نوعه بالجزائر ما يقارب ال 1.030 عارض من بينهم 494 مؤسسة أجنبية ممثلة ل34 بلدا. وقرّر منظمو هذه الطبعة الخمسين منح روسيا صفة ضيف شرف حيث تشارك بحوالي 30 مؤسسة. وتم تخصيص مساحة اجمالية لأروقة العرض الوطنية والأجنبية تقدر بحوالي 34 الف متر مربع منها 28.784 متر مربع موجهة للعارضين المحليين، أي ما يعادل 85 في المئة من المساحة الإجمالية. ويوجد 28 جناحا رسميا يضم 354 مؤسسة أجنبية تم تخصيصها لدول جنوب إفريقيا وألمانيا وبيلاروسيا والبرازيل والصين وكوت ديفوار وكوبا ومصر والولايات المتحدة وفرنسا والمجر وأندونيسيا والعراق وإيران وإيطاليا واليابان والأردن وليبيا ومالي وفلسطين وبولونيا والبرتغال والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والسنيغال والسودانو وسوريا وجمهورية التشيك وتركيا. من جانبها، تضم المشاركة الأجنبية بصفة فردية 30 شركة موزعة على مساحة قدرها 245 متر مربع ممثلة ل 11 بلدا هي: الصين وإسبانيا والهند وإيطاليا والأردن ولبنان والبرتغال والسنيغال وجمهورية والتشيك وتايلاند وتونس. وحسب قطاع النشاط، تصدر الفضاء المخصص للشراكة الصدارة ب93 عارضا متبوعا بقطاع الصناعة الغذائية (70 مؤسسة)، الصناعة الطاقوية والكيميائية والبتروكيمياوية (69 مؤسسة)، الكهرباء والإلكترونيك (36 مؤسسة)، الصناعات المصنعة (28 مؤسسة)، الميكانيك الحديد والصلب (38 مؤسسة)، الخدمات (59 مؤسسة)، الأشغال الكبرى للبناء (18 مؤسسة). وشهدت طبعة معرض الجزائر الدولي لهذه السنة تدشين متحف مخصص لهذه التظاهرة الاقتصادية الدولية والذي أنشئ للتعريف بتاريخ المعرض عن طريق عرض صور ولافتات قديمة خاصة بالحدث. للتذكير، عرفت الطبيعة ال49 لمعرض الجزائر الدولي مشاركة 810 عارض منهم 405 مؤسسة أجنبية ممثلة ل33 بلدا.