تعرف عدة مشاريع هامة في قطاع الصحة بولاية قسنطينة، حالة ركود وتوقف الأشغال نتيجة اختلالات إدارية ومتاعب مالية، على غرار مستشفى الأمومة والطفولة بالمدينة الجديدة علي منجلي، وتوسعة مركز مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي ابن باديس. أكد مدير الصحة لولاية قسنطينة بن خديم العيد، الذي خلف منذ أشهر قليلة بن تواتي على رأس القطاع، أن نسبة تقدم مشروع إنجاز مركب الأمومة والطفولة الذي يعد الأكبر على مستوى شرق البلاد وصلت إلى 36 بالمائة. وقد عرف، حسبه، اختلالات إدارية، حيث ذكر أن الآجال التعاقدية للمكتب المكلف بالدراسة والمتابعة قدرت باثني عشر شهرا، في حين أن آجال الإنجاز الفعلية قدرت ب 24 شهرا، وهو ما شكل تناقضا وصعوبة للمؤسسة المنجزة، التي لا يمكنها استكمال الأشغال دون مكتب دراسات، مشيرا إلى أنه قد تم إعداد ملحق لاتفاقية المتابعة، أشّر عليه المراقب المالي، إذ ينتظر استئناف الأشغال في الأيام المقبلة، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن والي قسنطينة طلب تقريرا مفصلا عن المشروع ووضعه ضمن الأولويات، دون أن يقدم مدير الصحة أي آجال لانطلاق واستلام الورشة المتعثرة. وبخصوص مشروع توسعة مركز مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي، والمتأخر منذ حوالي 10 سنوات كاملة، أوضح ذات المسؤول خلال ندوة صحفية نشطها الخميس الماضي بمقر مديرية الصحة والسكان، أن الأشغال متوقفة حاليا بسبب عراقيل إدارية. كما أوضح بأن التكلفة المالية الحالية للمشروع قد وصلت إلى حدود 88 مليار سنتيم، وهو عكس ما ذهب إليه مدير المستشفى الجامعي الذي سبق له أن أكد في مرات عديدة أن المركز سيفتح قريبا. ودافع مدير الصحة بقسنطينة عن حصيلة قطاعه ووصفها بالإيجابية عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية العمومية، كما أوضح أن أزيد من 70 بالمائة من التدخلات الإستعجالية لمصالح الولادة تسجل لفائدة حوامل من ولايات مجاورة. وتحدث المسؤول ذاته بلغة الأرقام عن حصيلة و تدخلات مختلف المصالح الإستشفائية، حيث ذكر أن الولاية تتوفر على أزيد من 1300 سرير، وأن عدد المعاينات الطبية تجاوز بالمؤسسات الصحية الجوارية سقف المليون والربع، في حين وصل عدد العمليات الجراحية إلى أزيد من 220 ألفا، مقابل مئات الآلاف من التدخلات على مستوى مختلف مخابر التحليل وفحوصات الأشعة والحالات الإستعجالية. كما أشار إلى أن العديد من المؤسسات الإستشفائية تقدم للمئات من المرضى خدمة العلاج والاستشفاء المنزلي. وتطرق مدير الصحة إلى الضغط الكبير الذي تعرفه المصالح الإستشفائية بقسنطينة التي تعد، حسبه، قطبا صحيا بامتياز، حيث أوضح على سبيل المثال، أن أزيد من 70 بالمائة من التدخلات الإستعجالية عبر مختلف مصالح الولادة يستفيد منها حوامل تُحوّلن من ولايات مجاورة على غرار أم البواقي وميلة. كما أبرز بأن عدد الأخصائيين في أمراض النساء و التوليد سيرتفع إلى 16 طبيبا، إذ من المنتظر أن يلتحق ثمانية أطباء جدد بالمستشفى الجامعي وديدوش مراد خلال الفترة المقبلة، وهو ما من شأنه أن يخفف من حدة الضغط على مختلف الطواقم الطبية. كما أشار إلى أن نشاط مستشفى زراعة الكلى سيُبعث من جديد، بعد أن تم عقد اجتماع مصغر مع رؤساء المصالح، تم فيه تحديد المسؤوليات و الأهداف.