دعت الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان من وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بضرورة اعتماد برنامج نفسي يعمل على تخفيف من حدة الضغوطات التي يواجهها حوالي مليوني ممتحن في الأقسام النهائية بالتنسيق مع الأولياء، تفاديا لوقوع حالات الانتحار بين التلاميذ نتيجة الرسوب في الامتحان. أكد بيان الرابطة تحوز ”الفجر” نسخة منه أمس، ”أن هناك حولي مليونين تلميذ المقبلين على اجتياز شهادتي نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، التعليم المتوسط والبكالوريا يتعرضون لحالات توتر قبل أسابيع قليلة من انطلاق الامتحانات المصيرية، بسبب الخوف من الرسوب المدرسي من جهة والرعب من ردة فعل أوليائهم التي غالبا ما تكون غالبا قاسية إذ يتعرض الكثير منهم إلى العقاب البدني أو النفسي من طرفهم من جهة أخرى”. وطالبت الرابطة من الأولياء بعدم الضغط على أبنائهم وعدم تهديدهم بالعقاب حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل، مشيرة إلى أنه يجب معالجة الأسباب الكامنة وراء فشلهم ورسوبهم والسعي لإيجاد الحلول الكفيلة باستعادته الثقة من خلال توعية أبنائهم وإعطائهم الثقة مع الاعتماد على أسلوب التشجيع لا التهديد، من جهتها دعت الرابطة من وزارة التربية بضرورة إيجاد أخصائيين نفسانيين من اجل التحضير النفسي للتلاميذ قبل أسبوع من إجراء الامتحانات، مع دعوة الأولياء إلى الاهتمام بالجانب النفسي لأبنائهم بهدف مساعدتهم على التركيز وإكسابهم الثقة التي تمكنهم من إجراء الامتحان بدون خوف وإبعادهم عن كل ما يمكن أن يشتت تفكيرهم ومرورا بالضغط العائلي الذي تمارسه العائلة على المترشح، حيث تؤكد على ضرورة توفير الجو الهادئ الذي يسمح باستيعاب الدروس دون ضغط مفرط الذي يعطي غالبا نتائج عكسية. وأكد بيان الرابطة أن المختصين في الصحة المدرسية كشفوا أن أكثر من 80 تلميذ انتحر عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط خلال 8 سنوات الماضية بمعنى أنه 10 حالات انتحار سنويا وسط التلاميذ، حيث رجحت الرابطة أن سبب الانتحار ليس بسبب الرسوب المدرسي فحسب بل تخوفا من ردة فعل الأولياء الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبناءهم قبل نشر نتائج الامتحانات أو الحصول على كشوف النقاط وهو ما يجعل التلاميذ يقدمون على الانتحار.