رصدت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان تنامي ظاهرة الغش في الامتحانات وتطوير أساليبها وارتفاع وتيرتها بنسبة وصلت إلى 35 في المائة في سنوات 2011، 2012، 2013، 2014 و2015 مقارنة مع ما كان عليه الأمر قبل الإصلاحات التي جاءت بها مجموعة بن زاغو. وقالت الربطة في بيان لها إن ارتفاع ظاهرة الغش تحدث تزامنا مع تقليل وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط من خطورتها. وكشفت خلال تنشيطها في يوم 13 أوت 2015 لندوة صحفية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفل الإفريقي عن تسجيل ”456 حالة غش في امتحانات البكالوريا، معتبرة أن حالات الغش المسجلة ببعض الولايات أمر عادي، مادامت أعمالا فردية معزولة وليست جماعية منظمة. واستغربت الرابطة أن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط وعدت بإجراء تحقيقات عن الجهة التي تسرب الامتحانات بعد بدء الامتحان في أقل من نصف ساعة، ولكن تلك التهديدات هي مجرد تسويق إعلامي تهدف لسياسة ذر الرماد في العيون من أجل تغطية فشل الإصلاحات التي تقوم بها وزيرة التربية الوطنية، متسائلة لماذا لم تجر التحقيقات حول تسريبات الامتحانات لحد الآن رغم أن الدولة لجزائرية لها كل الإمكانيات الحديثة لضبط المجرمين، ومن وراء عملية التجميد هذه التحقيقات، ولماذا الخوف من كشف الستار؟ كما حذرت من ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية. في حين كشف خالد أحمد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ لسنة 2014-2015 أن ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط تفاقمت، حيث تم تسجيل 10 حالات انتحار سنويا خلال الثلاث سنوات الأخيرة وسط التلاميذ ليس بسبب الرسوب المدرسي فحسب، بل تخوفا من ردة فعل الأولياء الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبناءهم حتى قبل نشر نتائج الامتحانات أو التحصل على كشوف النقاط وهو ما يجعل التلاميذ يقدمون على الانتحار، أو توليده لطاقة العنف المتفجر كنتيجة للإحساس بالغضب. في المقابل دعت الرابطة القائمين على وزارة التربية إلى إيجاد أخصائيين نفسانيين من أجل التحضير النفسي للتلاميذ قبل أسبوع من إجراء الامتحانات، وتطلب من الأولياء الاهتمام بالجانب النفسي لأبنائهم بهدف مساعدتهم على التركيز وإكسابهم الثقة التي تمكنهم من إجراء الامتحان بدون خوف وإبعادهم عن كل ما يمكن أن يشتت تفكيرهم، ومرورا بالضغط العائلي الذي تمارسه العائلة على المترشح، حيث تؤكد على ضرورة توفير الجو الهادئ الذي يسمح باستيعاب الدروس دون ضغط مفرط والذي يعطي غالبا نتائج عكسية.