أقدم 10 تلاميذ سنويا على الانتحار خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب التخوف من نتائج الامتحانات قبل الإعلان عنها، وبسبب رد فعل العائلة حسب ما أظهرته دراسة أعدتها رابطة حقوق الإنسان التي حمّلت وزارة التربية والنقابات وأولياء التلاميذ جانبا من مسؤولية التسرب المدرسي والرسوب، لاسيما أن التحقيق الذي قامت به أظهر أن أكثر من ثلاثة ملايين عائلة جزائرية تعتمد في تأديبها الطفل على العقاب الجسدي. وحذّرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الأولياء من إمكانية أن يكونوا سببا في النتائج السلبية لأطفالهم بعد قيامها بدراسة حول الرسوب والوضع النفسي للتلاميذ المقبلين على امتحانات شهادة البكالوريا بشكل خاص. وقالت الرابطة إنه قبل أسابيع قليلة من نهاية العام الدراسي خاصة لدى الأقسام النهائية المقبلين على امتحانات مصيرية سواء اجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا فإن التلاميذ يواجهون الخوف من الرسوب المدرسي من جهة والرعب من ردة فعل أوليائهم التي غالبا ما تكون قاسية، إذ يتعرض الكثير منهم للعقاب البدني أو النفسي. وحسب دراسة أعدتها بالتنسيق مع جمعية أولياء التلاميذ فإن ظاهرة الانتحار لدى التلاميذ عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية على كشهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط تفاقمت، حيث تم تسجيل 10 حالات انتحار سنويا خلال الثلاث سنوات الأخيرة لدى التلاميذ ليس بسبب الرسوب المدرسي فحسب بل خوفا من ردة فعل الأولياء الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبنائهم حتى قبل نشر نتائج الامتحانات أو الحصول على كشوف النقاط، مما قد يدفع بالتلاميذ إلى الانتحار، أو العنف كنتيجة للإحساس بالغضب، والدليل على ذلك ماقام به التلاميذ من أعمال عنف وتخريب وحرق طالت ثانويتين بالعاصمة والبليدة. فالواقع النفسي للتلاميذ يؤكد ضرورة الالتزام بتقديم دعم كبير لأداء المهام الدراسية، وهو ما يتطلب قدرة وجهدا كبيرين من جميع الفاعلين لفهم الواقع الذي تعيشه المدرسة الجزائرية، وترى الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن الظاهرة تستحق الدراسة لمعالجة أسباب هذه التصرفات وليس فقط الوعيد والعقاب مثلما توعّدت به وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت من وهران. وزارة التربية مطالبة بإيجاد حلول عاجلة طالبت رابطة حقوق الإنسان وزارة التربية، برفع نوعية التعليم في الجزائر وإيجاد صيغة توافقية بينها والنقابات، لتجنب الإضرابات بتغليب مصلحة التلميذ وجعلها الهدف الأسمى في القطاع. وقد دعا هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الأولياء، إلى عدم الضغط على أبنائهم وتهديدهم بالعقاب، حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر، مذكرا بأن المشهد التربوي في الجزائر خلال هذه السنة الدراسية 2014/2015 عرف وضعية صعبة طبعتها سلسلة من الإضرابات نتيجة التوتر الذي تجلى في سياسة القبضة الحديدية بين نقابات القطاع والوزارة، وضاعت المدرسة بين اتهامات الوزارة للنقابات بالتلاعب بمصير التلاميذ واستخدامهم كرهينة.