أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس في اتصال مع ”الفجر” أن الاتصالات بين موفديها إلى المنطقة الحدودية مع المغرب لحد الساعة مقطوعة، بعد انتشار معلومات تفيد برفض السلطات المغربية تسليم اللاجئين السوريين للجزائر، حيث قالت ”لم تتمكن من الاتصال بأعضاء من الوفد الجزائري المتواجدين على الحدود الجزائرية المغربية في مهمة استقبال اللاجئين السوريين”، مشددة على أن الجزائر قامت بواجبها عندما قررت استقبالهم على أراضيها، وهو عمل ليس بالغريب على الدبلوماسية الجزائرية التي لها باع في الأمر رغم التحرشات المغربية والأباطيل الكثيرة حول القضية. تقول ممثلة الهلال الأحمر الجزائري. ذكرت مصادر من الحدود الجزائرية المغربية عززتها صور قادمة من هناك نشرتها وسائل إعلام محلية، أن الوفد الجزائري لم يتمكن من تسلم العائلات السورية العالقة بالأراضي المغربية منذ شهرين، بحضور ممثلي البعثات الدولية التي استغرب ممثلوها هذا التصرف اللا إنساني من مملكة، حيث يعتبر خرقا كبيرا للأعراف الدولية في هذه الحالات والمتعلقة بتسليم اللاجئين على مستوى النقاط الحدودية المشتركة. وقد أظهر رفض السلطات المغربية تسليم اللاجئين السوريين للجزائر بطلان الاتهامات التي اوكلتها للجزائر على أن أولئك اللاجئين يقبعون في التراب الجزائري، وظهرت الحقيقة كاملة، من أن السوريين متواجدون لغاية اللحظة على الأراضي المغربية، حيث رفضت أمس السلطات المغربية تسليم اللاجئين السوريين المقدر عددهم بحوالي 42 فردا، إلى الوفد الجزائري المكون من ممثلين من وزارة الخارجية رفقة السلطات الولائية والهلال الأحمر الجزائري، وهو الوفد الذي كان مرفوقا بممثلين من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي. وعلى الرغم من أن الوفد الجزائري وصل إلى النقطة الحدودية المشتركة، وهو يتوقع استقبال اللاجئين السوريين العالقين منذ شهرين في التراب المغرب، إلا أنه فوجئ برفض تسليمهم، بل حتى إعطاء معلومات عن مصيرهم هل تم ترحيلهم إلى وجهة أخرى أو أنهم انتقلوا طواعية. ولغاية زوال أمس لا يزال الغموض يلف مصير هذه العائلات في انتظار ما ستسفر عليه الساعات القادمة من مستجدات. وقد وقف ممثلو البعثات الدولية على كل الأجواء التي وفرتها الجزائر لاستقبال اللاجئين السوريين، حيث تم توفير طاقم طبي ونفسي لمعاينة الوضع الصحي لهؤلاء الأفراد خاصة وأن من بينهم أطفالا قضوا أياما حالكة في الصحراء المغربية حرموا خلالها من التغذية والرعاية الصحية والرعاية الطبية اللازمة. وكانت الجزائر قد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي عن فتح أبوابها للاجئين السوريين العالقين بالتراب المغربي لأسباب ”إنسانية” محضة، في وقت تخلى عنهم المغرب واتهم الجزائر بتركهم في العراء عرضة للقر والحر رغم فضحهم من قبل المنظمات الدولية، التي حملت المملكة المغربية المسؤولية كاملة بما يحدث على آراضيها، وها هي اليوم تلعب أيضا على وتر القضية التي أرادت الجزائر بتحملها المسؤولية تجنيب مأساة إنسانية ولو كان المخزن هو المتسبب فيها.