سيعيّن سفير باريس في الجزائر، برنار إيمي، على رأس مديرية الأمن الخارجي الفرنسية DGSE في حين سيعود برنارد باجولي سفيرا إلى الجزائر، بعد أن غادرها سنة 2014 ليترأس جهاز الاستخبار ات الفرنسي. كشفت مصادر فرنسية إعلامية، أمس، أن برنار إيمي الذي يشغل حاليا منصب سفير فرنسابالجزائر منذ سنة 2014، سيكون على رأس مديرية الأمن الخارجي الفرنسية خلفا لبرنار باجولي، الذي كان أيضا سفيرا لباريس في الجزائر قبل أن يعيّن على رأس هذا الجهاز الحساس في فرنسا شهر أفريل 2013، لتتقرر إعادته إلى منصبه. وتحدثت ذات المصادر عن عودة اسم ”برنارد باجولي” الذي سيكون خليفة إيمي، في وقت سيحزم إيمي حقائبه ليغادر الجزائر بانتهاء مهامه إلى فرنسا بداية جويلية الداخل. ولم يمضِ على تعيين برنار إيمي أكثر من ثلاث سنوات كسفير لفرنسابالجزائر حتى تقرر إبعاده وتعويضه بباجولي، الذي شغل هذا المنصب بين سنتي 2008 و2014، وهو دبلوماسي فرنسي على اطلاع واسع بالعلاقات الجزائرية-الفرنسية و”المختص” في شؤون العالم العربي. يأتي هذا القرار الفرنسي ليطرح تساؤلات تصب في خانة هل من الصدفة البحتة أن تعيد باريس تعيين سفيرها السابق في الجزائر برنار باجولي في منصب ”جاسوسها” بالجزائر؟ خاصة وأن الأخير قال في محاضرة في واشنطن في 2015 إن الحدود في العالم العربي لن تعود إلى سابق عهدها، وكان يقصد حدود الدول العربية التي شهدت ما يسمى ثورات عنيفة للربيع العربي في العراق وسوريا، وقد تحاشى الحديث عن ليبيا التي تعيش حالة من الفوضى غير المسبوقة. السفير السابق لفرنسابالجزائر بيرنار باجولي، الذي كان قد عين مديرا للمخابرات الخارجية الفرنسية سنة 2013، له مسار كبير في ميدان الدبلوماسية، حيث اشتغل سفيرا لفرنسابالجزائر وبعدها في أفغانستان، كما أن له باع طويل في ميدان الاستخبارات، حيث كان أول من شغل منصب منسق الاستعلامات في قصر الإليزي. باجولي قال في مؤتمر حول الاستخبارات، نظمته جامعة جورج واشنطن في العاصمة الفيدرالية الأميركية سنة 2015، إن ”الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى وأشك بأن يعود مجدداً”. وأكد أن ”الأمر نفسه ينطبق على العراق”، مضيفاً ”لا أعتقد أن هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق”. ويأتي هذا التعيين في وقت تعيش فيه المنطقة العربية زلزالا حقيقيا بعد قطع دول، على رأسها السعودية والكويت، لعلاقاتها مع قطر أدخل المنطقة ككل في دوامة كبيرة. وأعاد تصريحاته السابقة إلى الواجهة، خاصة عندما تحدث سابقا ”بثقته” بأن المنطقة ستستقر مجدداً في المستقبل، لكنه لم يحدد كيف سيتحقق ذلك، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأنها ستكون مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية. وتفيد المصادر أن الدبلوماسي الفرنسي في فترة عمله بالجزائر، كان مطلعا وبشكل كبير على الأوضاع السياسية في الجزائر نتيجة لتقربه من بعض السياسيين. وتكشف الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس عن بعض التقارير التي كان يرفعها الدبلوماسي للخارجية الفرنسية، ومنها حديثه مع السفير الأمريكي السابق في الجزائر روبرت فورد، حيث أبلغ باجولي نظيره الأمريكي أن ”الحكومة الفرنسية تشعر بالقلق من أن الجزائر تتوجه اضطراريا نحو مزيد من عدم الاستقرار، لكنهم لا يرون بديلا لبقاء بوتفليقة في سدة الحكم لعهدة ثالثة مع مطلع 2009”.