عينت السلطات الفرنسية الجزائري ناصر مداح الذي كان يشغل منصب محافظ "لود" الفرنسية، منسقا وطنيا للاستعلامات الفرنسية بالاليزيه منذ 21 جويلية المنصرم، ضمن فريق الاستعلامات الذي يقوده "برنارد باجولي" سفير فرنسا بالجزائر السابق، الذي سيكون أحد نواب باجولي ومكلفا بالتعليمات والقانونية والموارد البشرية والمعلومات التي توصف بأنها من القطاعات ذات الأولوية، من قبل الكتاب الأبيض حول الدفاع والأمن الوطني. وكان مداح المولود في 19 أوت 1959 بدي كاليه "شمال فرنسا" من أبوين جزائريين، يشغل منصب محافظ ل"لود" الفرنسية عام 2006 من قبل نيكولا ساركوزي الذي كان وزيرا جديدا للداخلية آنذاك. وذكرت صحيفة "لوموند" التي أوردت الخبر، أن اختيار فرنسا للجزائري وإدراجه في فريق "باجولي" للاستعلامات، يؤكد مدى استعداد الأجهزة السرية الفرنسية لتوجيه جهودها حيال الإرهاب، وأضافت أن وجود مداح ضمن الفريق بإمكانه المساهمة في فهم بعض القضايا المتعلقة بالعالم الإسلامي، وتسهيل العلاقات مع أجهزة الاستخبارات في دول عربية أخرى، بما في ذلك دائرة الاستعلام والأمن الجزائرية، إلى جانب تسهيل اندماج الشباب المهاجر في أجهزة الاستخبارات الفرنسية. وكانت الرئاسة الفرنسية قد استدعت، سفيرها بالجزائر برنار باجولي شهر ماي المنصرم، لشغل منصب منسق للمصالح الاستخباراتية بقصر الإيليزي، حيث يتولى مهام الإشراف على حوالي 14 ألف من عناصر الاستخبارات الفرنسية والتنسيق بين مختلف المديريات الناشطة بالميدان سواء في الداخل أو في الخارج، في إطار دعم وتفعيل جهود الدولة الفرنسية في مكافحة الإرهاب المحلي والدولي، وقد استحدثت الرئاسة الفرنسية هذا المنصب لتفعيل الآليات الردعية ضد الإرهاب. ورجح العديد من الخبراء في الشؤون الأمنية أن يكون باجولي أستدعي لأداء هذه المهام من منطلق خبرته المستمدة من التجربة الجزائرية الطويلة في مكافحة الإرهاب، وكذا تخصصه في الشؤون العربية، سيما وأن باجولي كان قد تولى مهامه كسفير للدولة الفرنسية بالعراق في الفترة الممتدة بين 2000- 2006، قبل أن يباشر مهامه كسفير فرنسي معتمد بالجزائر في أواخر 2006 إلى اليوم .