أزاحت سهرة أمس، الحكومة الجزائرية، اللثام على استراتيجية جديدة للرياضة الوطنية، حيث أقرت حكومة الوزير الأول عبد المجيد تبون العديد من الاصلاحات واللوائح الهادفة لتطوير واقع الرياضة الوطنية، والنهوض بها بعد العديد من النكسات في التظاهرات والدورات الدولية الأخيرة. دعت الحكومة الى الاستثمار في الرياضة وجعلها دعامة لتطوير البلد، وتوفير الموارد المالية بدل اهدارها، فضلا عن تسويق الرياضة في تشجيع السياحة، وتأطير الشباب، والمساواة بين الرجل والمرأة، والاهتمام بالفئات المعوزة والعديد من الرسائل الهادفة التي تحملها الرياضة. وتسعى الحكومة الجزائرية من أجل ضمان نجاعة أكبر في التسيير الرياضي، وتوفير المزيد من الدعم لجميع الرياضات، وليس كرة القدم فقط، حيث سيتم تقديم المزيد من الأموال لصالح الرياضة الوطنية، وخاصة رياضي المنتخبات الوطنية الذين ستكون لهم الأولوية. وكانت الحكومة الجزائرية قد تدخلت ممثلة في وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي في اجراء تغييرات على الاتحادات الرياضية الوطنية، حيث غادرت العديد من الوجوه ساحة الرياضة في صورة رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم، ورئيس اتحادية ألعاب القوى. الدولة تتعهد بالتكفل بالرياضيين ودعمهم ماديا وتعتزم الحكومة تعزيز الاجراءات الهادفة الى دعم الرياضيين، خاصة وأن العديد منهم يعيش ظروف صعبة، ولا يجد منصب عمل أو أجرة لتسيير نفقاته ، كما تهدف سياسة الحكومة الجديدة الى ضمان اجراءات هامة لتسهيل ممارسة الرياضة التي تعتبر ”فخرا وطنيا” حسب بيان الحكومة. وترتكز السياسة الجديدة للرياضة الجزائرية على اقحام الحركة الجمعوية في التسيير الرياضي وتثمين رياضة النخبة، حسبما جاء به مخطط عمل الحكومة الذي تم عرضه أمس الثلاثاء على المجلس الشعبي الوطني. وحسب الوثيقة المقدمة من قبل حكومة عبد المجيد تبون، فإن الأخيرة تسهر على تثمين رياضة النخبة التي تعتبر مصدرا لتألق بلادنا في العالم. وتعتزم الحكومة أيضا تحسين ترتيبات اكتشاف المواهب ومرافقة رياضات النخبة فيما يخص الدعم المالي والصحي”. ويشير المخطط الذي يندرج في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، أن الحكومة ستعزز أساليب تسيير السياسة العمومية لمرافقة ودعم هياكل تنظيم وتنشيط الرياضة من خلال تحسين حكمتها”. وينتظر أن تعمم الدولة، التي تولي أهمية خاصة لهذا القطاع، ممارسة الرياضة على جميع فئات المجتمع الجزائري بالتنسيق مع الجمعيات الناشطة في المجال، حيث سيتم رفع الدعم المالي للجمعيات التي تنشط في المجال الرياضي. وتضيف الحكومة أن ”جهودا كبيرة بذلت في مجال دمقرطة الوصول الى الممارسة الرياضية من خلال توفير تجهيزات رياضية وجوارية متميزة عبر كامل التراب الوطني. و في هذا الاطار فإن الامر سيتعلق بتعزيز إجراءات تسهيل تطبيق وتحسين ترتيبات تسييرها لضمان أكبر قدر من المرونة ومشاركة اكبر لجمعيات الاحياء”. فضلا عن ذلك، ستتواصل الجهود و سيتم تدعيمها من أجل ترقية الرياضة في الوسط المدرسي والجامعي وعلى مستوى المؤسسات وكذا الرياضة النسوية”، حسب نفس المصدر. كما ستسهر الحكومة على ”تثمين رياضة النخبة التي تعتبر مصدرا لتألق بلادنا في العالم وخاصة عن طريق تحسين ترتيبات اكتشاف المواهب و مرافقة رياضات النخبة فيما يخص الدعم المالي و الصحي”وذكرت أن ”تكافؤ الفرص وترقية النشاط الرياضي” يشكل أساس السياسة العمومية في مجال الرياضة. الحكومة تطالب بنتائج أفضل في الأولمبياد طالبت الحكومة الجزائرية بضرورة تحقيق نتائج أفضل للرياضة الجزائرية في التظاهرات العالمية، وفي مقدمته الألعاب الأولمبية التي تعد أكبر حدث رياضي، تنافس بين شعوب العالم لإبراز مدى تطورها في المجال الرياضي. وحققت الجزائر ثلاثة ميداليات في أخر نسختين من الأولمبياد عن طريق العداء توفيق مخلوفي، والذي نجح وحده في تشريف الظهور الجزائري، رغم الدعم الكبير الممنوح لتحضير أكثر من 60 رياضي خلال الأولمبياد الأخيرة. وتستعد الجزائر من أجل الظهور القادم في الأولمبياد والذي سيكون بالعاصمة اليابانية طوكيو، صيف 2020، وقبلها ستكون الجزائر مع العديد من المواعيد الرياضية الهامة، من بينها بطولات العالم وافريقيا في كرة القدم، اليد والسلة وكرة الطائرة، والرياضات الفردية، كما ستحتضن الجزائر عددا من المنافسات العالمية أبرزها العاب البحر الابيض المتوسط بمدينة وهران صيف 2021. و تحصي الجزائر أكثر من مليون رياضي حامل للإجازة، حيث تمكنت من تحقيق 17 ميدالية خلال 13 مشاركة في الاولمبياد وهي 5 ذهبيات، 4 فضيات، 8 برونزيات.