برزت في الأفق بوادر أزمة حقيقية داخل حزب عمارة بن يونس، الحركة الشعبية الجزائرية، حيث أخذت ملامحها تتضح باستقالة عدد من إطارات الحزب وأعضاء المجلس التنفيذي وعلى رأسهم المنسق الولائي للجزائر العاصمة عبد الحكيم بطاش، وأمقران غيلاس وبوعبدلي لطيفة ونعيمة باطل. أعلن عدد من القياديين في الحركة الشعبية الجزائرية استقالتهم رسميا من الحزب، فيما سبقت استقالة عبد الحكيم بطاش استقالات أخرى لعدد من المناضلين منهم أعضاء المكتب البلدي لبوزريعة. وقد أعلن هؤلاء عن استقالاتهم عبر الفايسبوك في خبر انتشر وكسب بعض التعليقات المساندة للقرار الذي رآه البعض قد تأخر نوعا ما بسبب التجاذبات المسجلة مؤخرا، أو تحديدا منذ بداية التحضير للانتخابات التشريعية. ورغم أن أغلبهم -المستقيلين - قد فضل التحفظ عن الخوض في أسباب الاستقالة إلا أن نعيمة باطل أرجعت أسباب استقالتها إلى سقوط نظرة الحزب كمشروع مجتمع اجتهد لتحقيقه عدد من الإطارات والمناضلين، وتحوله إلى جهاز لخدمة أفراد عائلة بن يونس وأصحاب مصالح قالت إنهم دنسوا الوسط السياسي مؤكدة استقالتها من تاريخ يوم امس، وهو ما تؤكده المشاكل التي عرفها الحزب خلال الانتخابات التشريعية المنصرمة على خلفية معارضة البعض لترشيح رئيس الحزب عمارة بن يونس لشقيقه إيدير في قائمة العاصمة، من بينهم عبد الحكيم بطاش. كما هز قرار إقالة مسعود بن عقون من منصب وزير السياحة 48 ساعة بعد تنصيبه من صورة الحزب التي عمل على صنعها والترويج لها طوال الحملة الانتخابية، خاصة ما انتشر حول خلفيات الإقالة والتي تتعلق بمستوى وسمعة ممثل الحزب في الحكومة. وحسبما علمته ”الفجر”، أمس، فإن قرارات الاستقالة شبه الجماعية التي أعلن عنها ليست سوى جزء من النزيف الذي يشهده حزب عمارة بن يونس منذ أسبوع، غير أنها لم تخرج إلى العلن. وكان البعض قد تداول مؤخرا خبر لجوء عدد معتبر من مناضلي الحركة الشعبية الجزائرية يفوق عددهم ال250 إلى توقيع عريضة تطالب بتنحية عمارة بن يونس من رئاسة الحزب في وقت فضل هذا الأخير التزام الصمت حيال ما يحدث من تشويش داخل الحركة.