نشر وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أمس، تغريدة على حسابه الخاص على تويتر، رد من خلالها وبطريقة غير مباشرة على ما تم تداوله مؤخرا من مزاعم بخصوص تهديد الجزائر للواء المتقاعد خليفة حفتر بقلب موازين القوى في ليبيا ومساعدة خصومه في حكومة الوفاق، وذلك على خلفية اكتشاف تقارب بين حفتر وإسرائيل. جاء في تغريدة مساهل أن ”الجزائر على نفس المسافة مع الأطراف الليبية وتؤيد الجهود الرامية إلى تسوية النزاع في إطار مبدأ عدم التدخل في شؤون ومواقف الأطراف المتنازعة”، وذلك نفيا لسعي الجزائر إلى تقوية طرف من المتنازعين ضد الآخر وهي من تبذل منذ وقت معتبر جهودا حثيثة لوقف النزاع في ليبيا وإقناع الأطراف المتناحرة بالمصالحة لفائدة عودة وحدة البلد واستقراره وأمنه، وهو من كان لوضعيته المضطربة منذ سنوات تأثير على دول الجوار وعلى رأسها الجزائر التي بذلت من الإمكانيات المادية والبشرية أكثر من المطلوب لمواجهة خطر تسلل إرهابيين من ليبيا إلى داخل الحدود. رد الوزير عبد القادر مساهل أمس، يؤكد أن السعي لحل سياسي جدي للأزمة الليبية لا يكون بدعم طرف والدوس على الآخر، ولكن بالبقاء على نفس المسافة منهم من أجل إقناعهم بالانخراط جديا في الحل السياسي الذي ظلت تنادي به الجزائر منذ بداية النزاع في ليبيا وحذرت دائما من مغبة فتح أبواب التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية سواء تعلق الأمر بليبيا أو بغيرها. وفي السياق ذاته أكد مساهل أمس أن الجزائر تحتفظ بمبدأ تسوية النزاع دون التدخل في الشؤون الداخلية للأطراف المتنازعة في ليبيا. وبالرجوع إلى ما تم نشره بخصوص تهديد الجزائر لحفتر عبر وسائل إعلامية كون هذا الأخير فتح اتصالات مع إسرائيل من أجل التعاون وجلب خبراء عسكريين صهاينة إلى ليبيا، وهي المعلومات التي تكون الأجهزة الأمنية لعدد من الدول قد تأكدت منها وتفيد بتقديم إسرائيل لمعلومات استخبارية على قدر كبير من الأهمية ل”حفتر” ساعدته في عملياته العسكرية الأخيرة. وفيما يتعلق بالملف الليبي، شدد الاتحاد الأوروبي مؤخرا على أهمية إيجاد حل سياسي في ليبيا وهو ما يتم العمل عليه بالتنسيق مع الجزائر والأمم المتحدة. وقد اطلع الاتحاد من خلال المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان إلى خبرة الجزائر بخصوص الوضع في ليبيا، ليشير في ختام زيارته إلى الجزائر إلى التعاون بين الطرفين على محاربة التطرف والإرهاب في المنطقة.