التقى أمس وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، بمدينة البيضاء الواقعة شرق ليبيا، رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، الذي يزور شرق البلاد لأول مرة منذ انتخاب مجلس النواب سنة 2014. وبرمج مساهل لقاءات مع العديد من الشخصيات السياسية والنشطاء الفاعلين في المشهد السياسي الليبي، فيما استقبل من طرف شخصيات محلية أمس بمطار ”الأبرق” الدولي بمدينة البيضاء الليبية. وتندرج هذه الجولة في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها الجزائر قصد التقريب بين مواقف الأشقاء الليبيين من أجل التوصل إلى ”حل سياسي ومستدام للأزمة من خلال الحوار الليبي الشامل والمصالحة الوطنية”، ما من شأنه الحفاظ على السلامة الترابية لليبيا وسيادتها ووحدتها وانسجام شعبها. وقال عبد الحميد صافي، المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان الليبي، إن اللقاء تناول مجمل تطورات الأوضاع في ليبيا وجهود الحوار الليبي- الليبي لتسوية الأزمة السياسية في البلاد. وأضاف الصافي أن عقيلة صالح ثمن الجهود التي تبذلها الجزائر ودول الجوار في تعزيز الثقة بين الليبيين ومحاولة إيجاد حلول للأزمة السياسية في البلاد من خلال حوار ليبي- ليبي بناء يضم كل الفعالين في المشهد السياسي دون إقصاء ويحقق الأمن والسلام في ربوع الوطن. وأوضح أن مساهل أكد على أهمية الحل السياسي من خلال مجلس النواب، الذي يقدر حجم التحديات، التي تواجهها ليبيا. وطالب مساهل بالحوار بين الليبيين، موضحاً أنه الطريق الوحيد الذي يحفظ للدولة الليبية وحدتها وتماسكه، ويقضي على الإرهاب وأعوانه، مختتما بالتأكيد على ثقته في قدرة الليبيين واستعدادهم التام للحل السياسي وإرساء المصالحة الوطنية للبلاد. في المقابل قالت صحيفة ”المرصد” الليبية إن الوزير مساهل سيتجه في جولة بالجبل الأخضر تشمل آثار شحات قبل أن يتجه إلى بنغازي لمقابلة المشير حفتر. روسيا تدعم تحركات الجزائر لحل سياسي تفاوضي بين الليبيين وقبل مغادرته الجزائر التقى مساهل ممثل المجلس الوطني للأمن الروسي فينيديكتوف أليكساندر الذي أعرب عن دعمه لجهود المفاوضات الجزائرية التي تجريها بين الليبيين، مشددا على ضرورة حل النزاع بالطرق السلمية. وحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية عقب اختتام الدورة الثانية للمشاورات الثنائية الجزائرية الروسية حول مسائل الأمن ومكافحة الإرهاب أوضح الطرفان أنهما تباحثا حول النزاعات والأزمات في المنطقة وخاصة في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل. وأعربت الجزائروروسيا عن توافق كبير في مواقفهما حول هذه المسائل وعن ”تمسكهما بحل الأزمات والنزاعات عن طريق الحوار والمفاوضات والمصالحة الوطنية دون تدخل خارجي”. وأكد البيان وفق ما نقل موقع الخارجية الجزائرية أن الوفد الروسي أشاد في هذا الصدد ب”الجهود” التي بذلتها الجزائر لصالح جوارها المباشر ولا سيما تلك المبذولة في ليبيا، في سبيل التوصل إلى ”حل سياسي يتفاوض عليه الليبيون أنفسهم مبني على الاحترام والسيادة والوحدة الترابية لهذا البلد وتلاحم شعبه”.