عبرت أمس حركة البناء الوطني عن رفضها لعرض حركة مجتمع السلم للوحدة الاندماجية والالتحاق بركب حركة التغيير التي حلت في إطار عودة حمس التاريخية، فيما فضلت حركة مصطفى بلمهدي مواصلة الوحدة الاندماجية مع النهضة وجبهة العدالة والتنمية، حيث من المقرر شروع الهيئة المديرة خلال الأيام القليلة المقبلة في اجتماعاتها حول ملف الوحدة. حركة البناء الوطني ورغم تأكيدها على لسان نائب الرئيس احمد الدان، أمس، في تصريح ل”الفجر” على مباركة أي تقارب بين التيارات السياسية في البلاد، على اعتبار أنه مكسب لتقوية التنافس الديمقراطي وتركيزه، وتشجيعها لمثل هذه المبادرات، إلا أنها رفضت دعوة حمس لانصهار حركة البناء داخل الحركة الأم، مع الإبقاء على هامش التعاون مستقبلا لمواجهة التحديات الصعبة في البلاد. وقال أحمد الدان إن دعوة حمس تعد تجاوبا مع دعوة مصطفى بلمهدي إلى الحوار، مشيرا إلى أن الحركة ستتواصل مع حركة حمس في حلتها الجديدة لبحث خطوات التعاون المستقبلي دون طرح الوحدة التنظيمية. وفي السياقذاته أكد المتحدث أن الوحدة التنظيمية مع حمس تختلف جدا عما حدث مع جبهة التغيير، لأن خروج مناضلي حركة البناء حاليا من حمس في وقت سابق لم يكن نزوة سياسية أو مصالح شخصية ولا خلافات شخصية، وإنما كانت له أسباب واضحة وموضوعية ما زالت قائمة وأصبحت أكثر عمقا بالنسبة لهؤلاء، عكس جبهة التغيير التي زالت لديها هذه الأسباب ما جعلها تعود إلى حضن حمس، مشيرا إلى أنه لا يمكن قياس الأمور على بعضها. أحمد الدان الذي عبر عن احترام حركة البناء الوطني لخيارات الجميع، دعا إلى تعاون موضوعي من أجل مصلحة الجزائر واحتياجات الشعب الجزائري وأولوياته، بحيث لا يكون التعاون مقتصرا على جهة واحدة بل مع المخلصين للجزائر أينما كان موقعهم على حد تعبيره، فيما تتمسك الحركة بمسار الاتحاد مع النهضة والعدالة. وقال الدان إن الاتحاد سائر في الاتجاه الذي رسمته مؤسسات هذه الأحزاب، ويعمل على إنجاز الخطوات بالتدرج وعبر المؤسسات، وكشف عن التحضير لمؤتمر جامع بعد استكمال جميع التحضيرات من خلال اجتماعات الهيئة المديرة التي ستشرع فيها قريبا. وختم المتحدث بالقول إن حركة البناء الوطني وحتى الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء له رؤية أخرى ومقاربة تقوم على الوحدة في القواعد ووحدة الرؤية السياسية والفكرية قبل الوحدة التنظيمية، تقوم على الفعل الديمقراطي الذي لابد أن ينطلق من داخل الأحزاب أولا.