اشتعلت حرب كلامية بين قيادتي حركة حمس و البناء بخصوص مشروع الوحدة الذي سعت _فيه بعض _الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي، دون أن يكلل باتحاد يجمع كل هؤلاء قبل موعد الإنتخابات التشريعية. و كذبت حركة مجتمع السلم اتهامات على لسان الأمين العام لحركة البناء الوطني، احمد الدان، معتبرة إياها افتراءات لا أساس لها من الصحة._ وأضافت الحركة في بيان صدر عنها أمس أن كل ما في الأمر أنه تم الاتفاق في حضورالرئيسين مقري ومصطفى بلمهدي، بالاضافة إلى وفدين من الطرفين، على تشكيل لجنتين لمواصلة الحوار بعدما كان وفد الحركة واضحاً معهم، بان الموضوع الذي ندعو إليه هو الوحدة الاندماجية التنظيمية التي تكون فيها الانتخابات تحصيل حاصل، لأنه إذا كان المقصود هو _التحالف الانتخابي، فان الحركة قررت أن يكون ذلك على المستوى المحلي، _وأنه بعد هذا لم تجتمع اللجنتان إلا مرة واحدة، ولم يكن هناك أي حديث لا _عن المناصب ولا عن الخط السياسي، ولم نصل إلى الحديث عن التسمية ولا عن الملفات الإقليمية ، مع الإشارة إلى أن رئيس الحركة عرض رؤيتها السياسية خلال زيارة قام بها الدان الى مقرها المركزي، ووافق عليها مؤكداً _أنها تشكل قناعة لديه._ أما فيما يخص علاقة الحركتين مع التنظيم العالمي للإخوان، أكد البيان أن __ المقاربة التي طرحها رئيس الحركة هي ذاتها التي ذكرها احمد الدان، في العمود الذي حمل عنوان أدبيات الإخوان المسلمين، في حواره الاخير، وهو الفكر الذي تنتهجه الحركة في السر والعلن، وقد بين رئيس الحركة في لقاء الوفدين بان التطور الحاصل في هذا الشأن على مستوى كل الحركات الإسلامية مساعد على تحقيق الوحدة ._ و أشارت حمس في بيانها الذي وقعه القيادي فاروق طيفور، أنها لم تختر الدخول في جدال مع أي كان، لكنها_ ترفض أن يضلل الرأي العام بتصريحات تضرب عمق مصداقية العلاقة السياسية بين مكونات الطبقة السياسية من اجل موعد انتخابي ظرفي لا يصمد_ أمام التحديات الاستراتيجية التي تواجهنا ._ بدوره أكد رئيس حمس عبد الرزاق مقري في منشور على صفحته الرسمية على الفايسبوك أمس أن حركته رائدة في مجال التوحيد السياسي وقيادة المبادرات السياسية الناجحة، مذكرا بمشاريع الحركة في بداية التعددية السياسية ،إلى غاية مشروع الاتفاق مع حركة التغيير. وأعطى مقري، صورة إيجابية عن المبادرات السياسية التي خاضتها الحركة في مسارها السياسي، مع الشركاء حسب كل مرحلة من المراحل سواء كانت في المعارضة أو مع السلطة. و قال الدان في تصريحات أطلقها قبل يومين أن مشروع الوحدة مع حركة مجتمع السلم تعثّر بسبب الشروط المسبقة التي أرادت إملاءها، معتبرًا أن رئيسها الحالي عبد الرزاق مقري غير مقتنع بخيارات الإخوان المسلمين ، ويريد التأسيس لتجربة جديدة، على غرار ما هو موجود في تركيا والمغرب، وقبلهما في السودان، مؤكدا أن الهوة صارت شاسعة معه بسبب هذا التوجه. _ وأوضح أن حركة مجتمع السلم أرادت إملاء شروطها قبل الاتفاق، وأن مسألة المناصب كانت من بين العراقيل التي حالت دون تحقيق الوحدة بين الحزبين._ وأبرز أحمد الدّان أجرينا حوارات عدة واتصالات لكن وجدنا بأن الفرق شاسع، ولن يكون هناك توافق، لأن عبد الرزاق مقري، فصل في قضية التسمية، وأراد أن يكون الاندماج تحت راية حزبه، ونحن رفضنا ذلك، يضاف إلى ذلك مسألة الرؤية السياسية بين الحزبين، لأن حركة مجتمع السلم بقيادتها_ الحالية تؤمن بمبدأ فك الارتباط والقطيعة مع السلطة، رغم أن هذا الأمر مناف لخط مؤسس الحركة الشيخ، في حين أن حركة البناء ترى أنه من الضروري ترك كل الأبواب مفتوحة مع السلطة._ وذكر أن هناك خلافات بشأن المواقف في الملفات الإقليمية، فنحن، يقول الدان، لدينا مبادئ راسخة فيما يتعلق بدعم السياسة الخارجية للدولة الجزائرية في الملفات الكبرى، لكن حركة مجتمع السلم برئاسة مقري تتعامل بمزاجية مع مثل هذه الملفات._