أشادت أمس الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالدور الكبير الذي لعبه المرحوم، رئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، الذي وافته المنية منذ أيام قليلة، في حل أكبر أزمة دبلوماسية عرفتها العلاقة بين واشنطنوطهران، سنة 1980، حيث ساهم في تحرير 52 رهينة أمريكية. قدّمت الولاياتالمتحدةالأمريكية تعازيها إلى الجزائر، بعد فقدانها لرئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، خاصة وأن هذا الأخير شغل منصب سفير للجزائر لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بين سنتي 1979 و1982. وورد في التعزية التي جاءت على شكل شريط فيديو مصور للمتحدثة باسم الحكومة الأمريكية هيذر نوارت، ”حزنا كثيرا لفقدان الوزير الأول الأسبق للحكومة الجزائرية، رضا مالك، هذا الأخير كان شريكا للإدارة الأمريكية، وقد لعب دورا كبيرا في المفاوضات التي توجت بعملية تحرير 52 رهينة أمريكية بطهران في سنة 1981”. وذكرت الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض، هيذر نوارت، أن رضا مالك كان من بين أهم المفاوضين خلال الأزمة الأمريكيةالإيرانية، ولعب دورا كبيرا في المفاوضات خلال فترة احتجاز الرهائن الأمريكيين بإيران سنة 1980. وواصلت المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية سرد بعض تفاصيل أحد لقاءات المرحوم مع الطرف الأمريكي وقالت ”خلال شهر ماي من سنة 1980، استقبل رضا مالك السفير الأمريكي بالجزائر بإقامته، وتناولا وجبة غداء واستغرق الحوار أربع ساعات، وتطرق رضا مالك بمناسبة اللقاء إلى نوعية العلاقات الجزائريةالأمريكية، المبنية على الثقة، والتطلع لتقويتها في المستقبل”. وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض في نقلها لرواية اللقاء ”نتقاسم هذه الثقة ونتقدم بتعازينا الخالصة لعائلة الوزير الأول الجزائري السابق، ولجميع أقاربه وللشعب الجزائري عامة”. وتعد الأزمة الإيرانيةالأمريكية من أكبر وأشد الأزمات الدبلوماسية التي عاشتها واشنطنوطهران، ويمثل التدخل الناجح للجزائر في تسوية عملية تحرير الرهائن من أكبر الانتصارات الدبلوماسية الجزائرية، بالنظر لصعوبة الأزمة. وتعطي واشنطن أهمية خاصة لتحرير الرهائن، لدرجة أن وكالة المخابرات الأمريكية ”سي آي إيه” تحيي دوريا ذكرى اقتحام طلاب إيرانيين السفارة الأمريكية واحتجازها 52 دبلوماسيا ومدنيا أمريكيا كرهائن كونها حادثة هامة في تاريخ الاستخبارات الأمريكية. وكانت واشنطن قد أعربت جانفي الماضي في ذكرى توقيع اتفاقية تحرير الرهائن الأمريكيين، عن أنها ستستمر في الامتنان للجزائر على وساطتها للجهود الذي بذلتها عام 1981، التي أسفرت عن تحرير 52 دبلوماسيا أمريكيا احتجزوا كرهائن بالعاصمة الإيرانيةطهران. وذكّرت السفارة في بيان في ذلك الوقت برحلات مكوكية لنائب وزير الخارجية الأمريكية وارن كريستوفر بين الجزائروواشنطن، أفضت في النهاية إلى الوصول إلى اتفاق يقضي بتحرير الرهائن مقابل تجميد العقوبات المفروضة على إيران، ووقع الاتفاق وارن كريستوفر ووزير الخارجية الجزائري آنذاك محمد بن يحيى.