تحولت الملاعب الجزائرية لحلبة صراع بين أطراف مجهولة لا تمت بصلة لمناصري فريق ما ضد آخر، ولكنها باتت الملاذ الوحيد لرواد الجرائم لإفراغ فيه كامل الطاقة السلبية التي تعج بها أجسادهم التي تسري في عروقها دماء محقونة بشتى أنواع المخدرات وهو ما حول هذه الرياضة الممتعة لفضاء ترتكب فيه أبشع الجرائم. توقيف المتسبب في إصابة ”فوفو” ب”السينيال” في ملعب 5 جويلية تمكنت مصالح الأمن من توقيف المناصر الذي تسبب في إصابة مناصر مولودية الجزائر، عبد الرؤوف بهلول وفقدانه لبصره في العين اليسرى، عن طريق الألعاب النارية ”السينيال”، خلال مباراة الداربي العاصمي التي جرت بين شباب بلوزداد ومولودية الجزائر، بعدما تم التعرف عليه من خلال تسجيلات كاميرات المراقبة المنصّبة في ملعب 5 جويلية الأولمبي، وحسب الصور التي أظهرها التسجيل فإن المناصر الذي تم اعتقاله كان في المدرجات القريبة من المناصر المصاب وقد أصاب ”فوفو” عن غير قصد، بعدما لم يتمكن من التحكم في عملية إطلاق ”السينيال”، وتم إيقافه بعد التعرف عليه من خلال التسجيلات التي سلّمتها إدارة المركب الأولمبي للأمن، رفقة عدة مشاغبين الذين ارتفع عددهم إلى 12 مشاغبا، بعدما كانوا 10، وحسب مصادر جد مطلعة في القضية فإن المشاغبين الموقوفين تم توقيفهم بسبب إطلاق الألعاب النارية واستعمال ”السينيال” وأيضا المشادات التي حدثت بين الأنصار في الملعب، وقد أودعوا رهن الحبس إلى غاية نهاية التحقيق، الذي ينتظر أن يتوسع لتحديد المتورطين في التواطؤ لإدخال الشماريخ والألعاب النارية إلى الملعب. هذا وينتظر أن يتم خلال الأشهر القادمة استخدام تقنية التعرف على الملامح لكشف هوية المشاغبين في ملعب 5 جويلية أو الملاعب الأخرى، بغية الكشف السريع عنهم وتفعيل البطاقية الوطنية للمشاغبين. وأكدت مصادرنا أن المديرية العامة للأمن الوطني التي باشرت فتح تحقيق في قضية المناصر بهلول، شددت على ضرورة الكشف عن المتواطئين في إدخال الشماريخ وأيضا على التطبيق الصارم للقانون من أجل الحد من ظاهرة العنف في الملاعب. 30 شرطيا يطالبون بالتعويض عن اعتداءات المناصرين بالعاصمة أحيل 16 شابا من مناصري فريق اتحاد الحراش على محكمة حسين داي، إثر أعمال الشغب التي شهدتها أحياء باش جراح والقبة والتي دامت إلى ساعة متأخرة من الليل وتوبع هؤلاء بتهمة التجمهر وتحطيم ملك الغير والتعدي على رجال القوة العمومية أثناء أداء مهامهم، حيث تم توقيف هؤلاء بحي البدر. ممثل الحق العام، التمس ضدهم عاما حبسا نافذا وغرامة 100 ألف دج، في حين طالب رجال الشرطة المتضررين من الحادث والمقدر عددهم بأكثر من 30 شرطيا، حضر منهم 9 فقط، بتعويض مادي قدره 50 ألف دج مع تعيين خبير لتحديد الضرر. المتهمون الذي تتراوح أعمارهم ما بين 18 سنة و30 سنة، صرّحوا أمام هيئة المحكمة، أنهم كانوا متواجدين في أماكن مختلفة بالقرب من أحيائهم، وهو ما أكده دفاع البعض منهم، إذ أن أعمال التحطيم والتجمهر جاءت إثر عدم تلقي مناصري اتحاد الحراش بطاقات حجز أماكن بملعب القبة لمشاهدة المباراة، ذلك أن رئيسة بلدية القبة، أكدت لهم أن البطاقات نفدت فاحتجوا عن العدد الممنوح لمناصري الحراش والذي هو أقل من 3 آلاف بطاقة عكس ما حصل عليه مناصرو القبة. دفاع المتهمين، قال إن التهمة شخصية وليست جماعية على أساس أن الشرطة تعرضوا لجروح من أشخاص معينين وصعب عليهم تحديدهم، ولا يوجد حسبه دليل مادي لإدانة الموقوفين دون سواهم ممن تسببوا في التجمهر. عشرات الجرحى في مواجهات دامية بين أنصار مولودية باتنة وشباب قسنطينة تحولت أرضية ميدان ملعب أول نوفمبر بباتنة إلى ما يشبه ساحة حرب بين أنصار مولودية باتنة وشباب قسنطينة، مما أدلى إلى إصابة العشرات، من بينهم بعض عناصر الشرطة الذين حاولوا تفريق مشجعي الفريقين بعد أن اندلعت بينهم شرارة التصادم. وكانت كل المؤشرات توحي بمباراة كبيرة بين مولودية باتنة وضيفه شباب قسنطينة في قمة الجولة ال17 من بطولة القسم الوطني الثاني، غير أنه وقبل خمس دقائق من انطلاق المباراة، حدث ما لم يكن في الحسبان بعد نزول بعض أنصار مولودية باتنة إلى أرضية الميدان، حيث لحق بهم بعض أنصار شباب قسنطينة لتحدث بعدها مواجهات حادة بينهم، وحاولت عناصر الأمن التفريق بين المشجعين الهائجين، لكن الأمور تطورت بعد ذلك نحو الأسوأ بعد نزول أعداد كبيرة من جماهير الفريقين، فحولوا أرضية الميدان إلى ساحة للموجهات استعمل فيها الحجارة والعصي مما أدلى إلى سقوط الكثير من الجرحى فاق عددهم ال45 جريحا حسب تقديرات بعض المصادر الطبية. وامتدت بعدها شرارة المواجهات إلى المدرجات التي تحولت أيضا إلى مكان للصدام بين مشجعي الفريقين. وبالموازاة مع نقل الجرحى على جناح السرعة إلى المستشفى، قامت عناصر الأمن باعتقال بعض الأنصار من الجانبين، في محاولة منها للسيطرة على الوضع، خاصة وأن أعداد الجماهير فاقت كل التوقعات. فبالإضافة إلى أنصار الفريق المحلي، شهد ملعب أول نوفمبر قدوم الآلاف من أنصار شباب قسنطينة الذين كانوا يمنون النفس للعودة بنتيجة إيجابية من أجل ضمان الصعود إلى البطولة المحترفة الأولى. وفشلت مساعي مسؤولي الفريقين في تهدئة الأمور، حيث حاول الرئيس بولحبيب الحديث إلى أنصار شباب قسنطينة لحثهم على التعقل وضرورة ضبط النفس من أجل تفادي انزلاق الأمور أكثر، ونفس الأمر كان من جانب مولودية باتنة، غير أن ذلك لم يجد نفعا وكانت تلك المحاولات مثل الصرخة في واد. وفي ظل تأزم الأمور، قام المنظمون بإخراج أنصار شباب قسنطينة من الملعب لتفادي الأسوأ، خاصة أن كل المؤشرات كانت توحي بتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه بعدما تجاوزت الأحداث الجميع. وبالنظر إلى خطورة ما وقع في المدرجات وأرضية الميدان، أقدم ثلاثي التحكيم على تأجيل المباراة بسبب استحالة لعبها بسبب الظروف التي أحاطت بها، كما دوّن الحكم زروقي وجود اجتياح لأرضية الميدان من قبل أنصار الفريقين وكذا وجود رمي للحجارة ومشادات فوق أرضية الميدان. وكان من المنتظر أن تسلط الرابطة الوطنية لكرة القدم عقوبات صارمة على كلا الفريقين، بسبب خطورة ما وقع، كما يحتمل أن تقر الهيئة المكلفة بتسيير البطولة الوطنية بخسارة كلا الفريقين مثلما كان عليه الحال الموسم الماضي بين أهلي البرج ومولودية الجزائر. توقيف 10 مشاغبين وحرق مقر نادي اتحاد عين البيضاء في أم البواقي شهدت مدينة عين البيضاء في أم البواقي إلى غاية ساعة متقدمة من الليل، أعمال شغب كانت من صنع بعض المتعصبين من أنصار النادي الحركاتي، حيث حوّلوا ليل سكان المدينة إلى نهار، عقب الخسارة التي مني بها الاتحاد المحلي أمام الجار اتحاد الشاوية بهدفين مقابل هدف، خلال الجولة الثالثة من بطولة القسم الثاني هواة، التي جرت أطوارها بملعب حمدي الحاج علي الذي تحول هو الآخر إلى حلبة صراعات بين أنصار الناديين. كرونولوجيا الأحداث كانت بدايتها قبل يوم من انطلاق مباراة الداربي الشاوي، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بأنصار الفريقين بمختلف التصريحات التي تحمل عبارات التفاؤل والتي تدعو لشعارات مرحبة بأنصار فريق اتحاد الشاوية بمدينة عين البيضاء، سعيا لجعل المباراة عرسا كرويا وداربي يرقى إلى تطلعات الشارع الكروي بولاية أم البواقي، وهو ما كان عليه خلال بداية المباراة التي عرفت ندية كبيرة بين الفريقين فوق أرضية الميدان وبين أنصار الفريقين في المدرجات، حيث صنعت الجماهير أجواء رائعة سادتها الروح الرياضية داخل وخارج الميدان، إلا أن نهاية المباراة كانت مأساوية حسب تصريحات المسؤولين، فبعد إعلان الحكم عن نهاية المقابلة ودخول اللاعبين إلى غرف تغيير الملابس حتى قام بعض الأنصار المتعصبين من كلا الطرفين بتأجيج الوضع، حيث أقدم بعض المراهقين والشباب على تبادل الرشق بالحجارة، مما أدى إلى تسجيل إصابات من كلا الجانبين. وقامت عناصر مكافحة الشغب بإخماد نار الفتنة بين أنصار الفريقين، بعدما تدخلت بطريقة احترافية أدت إلى إصابة 3 عناصر من الشرطة وتسجيل 10 إصابات بين أنصار الفريقين، إلا أن الإصابات كانت طفيفة حسبما علمته جريدة المحور اليومي من مصالح الحماية المدنية. وفي الوقت ذاته، قام بعض المتعصبين بإحداث الفوضى داخل وخارج المحيط العمراني، بقيامهم بغلق الطريق بوسط المدينة، كما قام بعض أشباه الأنصار باقتحام مقر نادي اتحاد عين البيضاء الواقع بحي 1 نوفمبر 1954 بوسط المدينة، وقاموا بتحطيم زجاج الأبواب والنوافذ وتخريب الأثاث، وإشعال النار داخل وخارج المقر وسرقة معظم الأجهزة والأوراق، مما أدى إلى تدخل الأمن ومصالح الحماية المدنية لإخماد النيران التي أتلفت مختلف التجهيزات الموجودة في مقر النادي الحركاتي واسترجاع التجهيزات المسروقة. وحسب مصادر مأذونة، فإن مصالح الأمن قامت بتوقيف 10 أفراد يشتبه بقيامهم بأعمال التخريب والعنف، التي تفجرت بعد عدم رضا أنصار الحراكتة بنتيجة المباراة التي جمعت فريقهم بنادي اتحاد الشاوية، إذ تجرعوا الهزيمة الثالثة على التوالي، فضلا عن عدم تقبلهم توقيف عدد كبير من الأنصار إثر المشّادات التي وقعت في المدرجات وخارج ميدان ملعب حمدي علي الذي احتضن اللقاء، والتي خلفت عددا كبيرا من الجرحى وسط أنصار الفريقين.