إذا كانت هناك ظاهرة استفحلت بشكل لافت في ملاعب كرة القدم الجزائرية، فهي بدون شك آفة العنف والاعتداءات التي ذهب ضحيتها أنصار أبرياء بالإضافة إلى حوادث المرور التي أودت بحياة بعض أنصار الأندية خلال تنقلاتهم. ورغم أن المشادات التي عاشتها مدرجات ملاعبنا لا تعد ظاهرة جديدة باعتبارها كانت متواجدة دوما خلال العشريات الأخيرة، إلا أن ما يجلب الإنتباه هو تفشيها بشكل لافت خلال السنتين الماضيتين كونها تسببت في وفاة العديد من الأنصار. وتبقى حادثة وفاة مناصر المولودية العاصمية شريف حذيفة خلال نهاية شهر مارس الماضي بملعب 5 جويلية والبالغ 21 سنة الأكثر وقعا في نفوس الجمهور الجزائري، حيث فارق الحياة إثر سقوطه من عمود إنارة بالمدرجات رقم11، دقائق معدودة فقط، قبل انطلاق لقاء الدور ربع النهائي لكأس الجمهورية بين مولودية الجزائر وشباب قسنطينة، ولم تكن هذه الحادثة هي الوحيدة التي مست أنصار المولودية، حيث لقي المناصر محمد لمين بلعيد وهو شاب في ال 16 ربيعا حتفه خلال مشادات وقعت أثناء الداربي العاصمي أمام اتحاد الجزائر استعملت خلالها الأسلحة البيضاء. إن حالات الوفاة التي ألمت بمناصري الكرة الجزائرية لم تكن فقط وليدة أحداث العنف والمشادات بين الأنصار، بل سجلت أخرى كان سببها حوادث المرور، وفي هذا الإطار فقد لقي ثلاثة مناصرين من اتحاد الحراش حتفهم خلال تنقلهم يوم 20 فيفري 2013 إلى الشلف لتشجيع فريقهم، بعد أن تعرضت سيارتهم إلى حادث مرور أليم أودى بحياة كل من وضاح فيصل، عقون زينو ومنعم بوديسة. وبالعودة إلى الحالات المميتة التي أدت إلى إصابة المناصرين، فقد شهدت مواجهة نصر حسين داي ضد اتحاد البليدة خلال السنوات الأخيرة إصابة مناصر هذا الأخير والمدعو عمروسي الذي سقط من فوق سطح ملعب زيوي نتيجة أعمال الشغب التي اندلعت بين أنصار الفريقين لساعات طويلة وتعرضه لزيف داخلي كان يودي بحياته لولا تدخل الأطباء، أما المناصر جيلالي فقد فارق الحياة وهو في سن ال 17 إثر تلقيه طعنة أثناء لقاء مولودية العاصمة ضد اتحاد البليدة، بعد أن أقدم أحد الأنصار على قتله في أحد أعنف الحوادث التي وقعت في بلادنا، حيث أصيب على مستوى القلب. أرقام مرعبة حسب حصيلة لمصالح الأمن، فإن الموسم الكروي الحالي شهد خلال الفترة الممتدة بين سبتمبر وجانفي 30 حادث عنف بمدرجات الملاعب، أصيب خلالها 157 شخصا من بينهم 134 من رجال الشرطة و 17 مناصرا بالإضافة إلى 5 حكام ولاعب واحد وتسجيل ثلاثة قتلى، إثنان منهم بالعاصمة وواحد بسطيف، كما أوقفت الشرطة خلال تلك الفترة 121 مشاغبا منهم 16 قاصرا. وخلال الموسم 2010 2011 فقد تم توقيف 182 مشاغبا 87 منهم أودعوا الحبس المؤقت، كما وصل عدد الجرحى إلى 871 جريحا وأصيب 545 و 80 لاعبا و 50 حكما ومسيرا ومدربا ومحافضوا المباريات، فيما بلغ عدد المصابين من الأنصار 193 جريحا وقتيلين.