l صالح جنوحات ل”الفجر”: اللقاء تحضيري لتحديد جدول الأعمال وأويحيى حر في تأجيل الثلاثية l مسدور ل”الفجر”: الحكومة تبحث عن ربح الوقت وعلى أويحيى إشراك النقابات المستقلة يجتمع اليوم أحمد أويحيى الوزير الأول بأطرف الثلاثية تمهيدا لعقد اجتماع ”الحكومة - المركزية النقابية - أرباب العمل” في المستقبل القريب. سيكون ضمن الحضور عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية، وعلي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، إضافة إلى رؤساء منظمات أرباب العمل ممثلين بكل من الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية ومنتدى رؤساء المؤسسات والاتحاد الوطني للمقاولين العموميين والكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين، وكونفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، بالإضافة إلى الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل والاتحاد الوطني للمستثمرين والكونفدرالية العامة لأرباب العمل - البناء والأشغال العمومية والري، والجمعية العامة للمقاولين الجزائريين. ومن المفروض أن يسعى المجتمعون اليوم لضبط جدول أعمال القمة الثلاثية التي كانت مقررة في سبتمبر المقبل بمدينة غرداية، إن لم يتم تغيير موعد انعقادها أو تأجيله إلى إشعار لآخر، حيث وحسبما نقلته مصادر مطلعة فإن الاجتماع المقرر اليوم بين الأطراف الثلاثة سيكون هو الآخر مناسبة لضبط خارطة طريق اجتماع الثلاثية القادم، الذي من المقرر أن يعرف تغييرا بعدما كان مبرمجا يوم 23 سبتمبر القادم بولاية غرداية كما تقرر في الاجتماع الأخير بين الحكومة والاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمات العمل والباترونا خلال تولي الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون مهام قيادة الحكومة، لأخذ الوقت الكافي من جهة، وانتظار عرض تعديل البرنامج الحكومي من قبل أعضاء المجلس الشعبي الوطني بغرفتيه. الأمور التي سيتم الاتفاق عليها في لقاء اليوم بقصر الحكومة تهدف إلى إعداد خطة اقتصادية جديدة تتماشى والمتغيرات الاقتصادية والوضع المالي للبلاد في ظل الحديث عما يحمله مشروع قانون مالية 2018 والمنتظر أن يحدث ضجة أخرى. وفي الموضوع أكد صالح جنوحات القيادي بالمركزية النقابية في تصريح ل”الفجر” أن لقاء الغد سيكون تقنيا بالدرجة الأولى، ولا يمكن التخطيط أو الحديث عن أي مواضيع مسبقة قبل تحديد الموعد والمكان الذي ستنعقد فيه الثلاثية المقبلة، في وقت تؤشر كل المعطيات على تغيير تاريخ، ومكان انعقادها. وهو اللقاء التحضيري لتحديد جدول الأعمال فقط والاتفاق على الملفات الاقتصادية التي سيتم دراستها وفتحها. أما بخصوص سؤال متعلق باحتمال تأجيل انعقاد الثلاثية إلى ما بعد المحليات المقبلة، شدد محدثنا على أن الأمر وارد جدا من باب أن الوزير الأول ”الجديد” أحمد أويحيى له كامل الصلاحيات، ومن الطبيعي بالنسبة له اتخاذ مثل هذه الإجراءات بينما يتطلب الأمر تحضيرات كبيرة بسبب الظرف الاقتصادي الذي تواجهه البلاد منذ الصدمة النفطية التي ضربتها قبل أكثر من ثلاث سنوات. وفي السياق سألت ”الفجر” المحلل الاقتصادي فارس مسدور عن فحوى لقاء اليوم والذي يكون تمهيدا لعقد ثلاثية مقبلة، فكان جوابه أن اجتماع اليوم سيكون لوضع جدول أعمال للثلاثية المقبلة والإعلان عن المسودة التي سيتم مناقشتها، وهي في الأصل - حسبه - جاهزة، خاصة وأن اجتماعات مثل اجتماع اليوم لن تكون سوى بروتوكولية تحضيرية فقط. وأضاف مسدور أن ”من المفروض أن يشرك في لقاء اليوم الطرف الآخر وليس فقط ”الباترونا”، إنما يوجد العديد من المتدخلين في اللقاء، وإن تم تهميشهم فلن يستطيع المجتمعون تحقيق أي شيء في المستقبل لأن أكثر من 20 لقاء للثلاثية عقدت في الجزائر لم تكن نافعة بل كانت في صالح رجال الأعمال فقط، أما الأطراف الحقيقية التي يفترض مناقشتها فهي مهمشة والمتمثلة في النقابات المستقلة حسبه. وأضاف بالقول ”كان على أويحيى أن يستدعي ممثلي النقابات المستقلة للمشاركة أيضا في لقاء اليوم إن كانت له نية حسنة فيما يخص حمل هموم الطبقة العمالية”. أما فيما يخص سؤال متعلق بعودة أويحيى إلى الواجهة وعلاقته بالوضع الاقتصادي، أكد الخبير الاقتصادي أن الرجل ومنذ التسعينيات يعتبر مدركا جيدا لدواليب الاقتصاد الوطني وبارعا في المجال، لكن يقول مسدور التخوفات التي تطرح خلال هذه الثلاثية هي اتخاذ قرارات تكون ضد العمال وليس في صالحهم، مشيرا إلى أن أويحيى وشركاءه الاجتماعيين سيحاولون ربح الوقت فيما يخص الحقوق العمالية التي ضاعت نتيجة ضياع القضية العمالية، متهما سيدي السعيد بالوقوف وراء الأمر. ويأتي لقاء اليوم في وقت كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد وجه دعوة في رسالته بمناسبة ذكرى 20 أوت، للحكومة والمتعاملين الاقتصاديين والنقابات، من أجل التضامن لمواجهة الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، وستكون هذه الرسالة بكل تأكيد محور لقاء اليوم، خاصة وأن علي حداد زعيم ”الأفسيو” قد رد على دعوة الرئيس بالإيجاب.