تقام الدورة ال74 من مهرجان فينيسيا السينمائي في الفترة من ال30 من أوت إلى ال9 من سبتمبر القادم. ويتنافس في المسابقة الرئيسية21 فيلما من 11 دولة. وللمرة الأولى منذ سنوات، تنال السينما الأمريكية حصة الأسد في المسابقة، حيث تُمثل بثمانية أفلام، معظمها من إنتاج شركات هوليوود الكبيرة. باقي أفلام المسابقة تمثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا واليابان والصين وأستراليا ، من بينها ثمانية أفلام أوروبية، بالإضافة إلى فيلم من كل من اليابان والصين وأستراليا، تتنافس على جائزة ”الأسد الذهبي” وجوائز أخرى في الإخراج والتمثيل والسيناريو. يبذل مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، عادة، جهدا كبيرا للحصول على أحدث الأفلام الأمريكية بعد أن نجح خلال السنوات الأخيرة، في اكتساب سمعة طيبة لمهرجانه وجعله قبلة للأفلام الأمريكية الجديدة، ومن جعبة المهرجان تمضي هذه الأفلام بعدها لكي تشق طريقها إلى السباق على جوائز الأوسكار. من جهة أخرى باستقطاب أحدث الأفلام الأميركية يضمن باربيرا حضور أكبر عدد من نجوم السينما الأميركية، وبالتالي يضمن تسليط الأضواء على المهرجان كاحتفال سنوي بالسينما في منافسة مستمرة مع مهرجان كان الفرنسي. يجب أن نذكر في هذا السياق أنه من معطف مهرجان فينيسيا خرج في السنوات الأخيرة عدد من الأفلام التي حصلت على عدد كبير من جوائز الأوسكار. من هذه الأفلام ”جاذبية الأرض” و”بيردمان” و”بقعة ضوء” (سبوتلايت) و”سلم عبور مشرشر” (أو هاكساو ريدج) و”لا لا لاند”، وغيرها. يفتتح المهرجان بالفيلم الأميركي ”التصغير” للمخرج ألكسندر باين، وهو فيلم خيالي كوميدي يقوم ببطولته مات ديمون بالاشتراك مع كريستوف فالتز وكريستين ويغ وأليك بولدوين، ويقوم ديمون فيه بدور رجل عادي من سكان مدينة أوماها (موطن المخرج نفسه) يحلم مع زوجته بتحقيق حياة أفضل. وبسبب أزمة الكثافة السكانية التي يشهدها العالم، توصل العلماء إلى اختراع جديد يجعل البشر قادرين على تقليص أحجامهم إلى أن يصبح طول الشخص الواحد لا يتجاوز بضعة سنتميترات. ويقرر الرجل وزوجته الإقبال على تجربة الاختراع الجديد تحت وطأة الارتفاع الهائل في تكاليف الحياة. ومن الأسماء الأخرى للمخرجين الكبار يشارك في المسابقة المخرج الأميركي دارين أرونوفسكي بفيلمه ”الأم”، وهو من نوع دراما الرعب، ومن بطولة جنيفر لورانس وخافيير بارديم. وإلى جانبه يأتي المخرج المكسيكي الكبير غليرمو ديلتورو الذي يعمل في نطاق السينما الأميركية شأن زميليه: أليخاندور غونزاليس إيناريتو (بيردمان)، وألفونسو كوارون (جاذبية الأرض.) فيلم ديلتورو يشارك للمرة الأولى في المهرجان بعنوان ”شكل الماء ”، وهو من بطولة الممثلة البريطانية سالي هوكنز (الحاصلة على الأوسكار عن دورها في ”خالية البال” لمايك لي- 2008) المخرج وكاتب السيناريو الأمريكي بول شرايدر يشارك بفيلم من إخراجه هو ”أصلح أولا”. في المسابقة ثلاثة من الأفلام الإيطالية أولها فيلم ناطق بالإنكليزية هو ”الباحث عن المتعة” للمخرج باولو فيرزي وبطولة هيلين ميرين ودونالد سوذرلاند. والثاني فيلم ”عائلة” لسبستيانو ريزيو، وأخيرا ”الحب ومالفيت” لمانيتو بروز. ويشارك المخرج البريطاني مارتن ماكدوناه بفيلم أميركي آخر هو ”ثلاث لوحات خارج غيبنغ، ميسوري”، إلى جانب الفيلم التسجيلي الأمريكي الطويل ”مكتبة نيويورك العامة” للمخرج فردريك وايزمان (87 عاما). من أهم أفلام تظاهرة (أيام فينيسيا) الموازية الفيلم الجديد للمخرج الإيطالي الكبير إيرمانو أولمي وهو من النوع التسجيلي القصير (35 دقيقة) ويحمل عنوان ”أترى.. أنا واحد منكم”. وتضم ”مسابقة أيام فينيسيا” 12 فيلما (و8 أفلام خارج المسابقة) من بينها فيلم المخرج المغربي فوزي بن سعيدي ”فوليوبوليس”. من فرنسا يشارك المخرج التونسي الأصل عبداللطيف كشيش بفيلمه الجديد ”المكتوب مكتوب”. ويشارك المخرج اللبناني زياد دويري بفيلمه الجديد ”الإهانة ” من الإنتاج الفرنسي للمرة الأولى في مسابقة فينيسيا. ويشارك كوريدا هيروكازو، أحد أشهر مخرجي اليابان، بفيلم ”الجريمة الثالثة”في المسابقة، كما تشارك الصينية فيفيان كي (فحم أسود وثلج رقيق) بفيلم ”الملائكة ترتدي الأبيض”من الإنتاج المشترك مع فرنسا. وللمرة الأولى في تاريخ مهرجانات السينما ينظم مهرجان فينيسيا مسابقة خاصة لأفلام الواقع الافتراضي أي الأفلام التي تصنع بواسطة برامج الكومبيوتر، ويشارك فيها 22 فيلما. وشكلت لجنة تحكيم خاصة برئاسة المخرج جون لاندز لمنح جائزة أحسن فيلم من هذا النوع الجديد. وتشارك في المسابقة الفنانة الأميركية لوري أندرسون بفيلم من أفلام الفيديو -ميوزيك، كما يعرض خارج المسابقة فيلم ثلاثي الأبعاد من إخراج جون لاندز وهو شريط موسيقي يتخذ طابع أفلام الرعب، صوّره لاندز لمايكل جاكسون (1982) إلى جانب فيلم تسجيلي عن تجربة تصوير هذا الفيلم. وخارج المسابقة يعرض المهرجان عددا كبيرا من الأفلام الجديدة الهامة منها فيلم المخرج البريطاني ستيفن فريرز ”فيكتوريا وعبدول” عن علاقة الصداقة التي كانت تجمع بين الملكة فيكتوريا ورجل هندي مسلم يدعى عبدالله أو ”عبدول” جاء من الهند لحضور العيد الخمسين لجلوس فيكتوريا على العرش، وخلال الحفل نشأت بينهما صداقة استمرت طويلا وسط دهشة رجال البلاط. تقوم ببطولة الفيلم جودي دنش التي تألقت من قبل في فيلم ”فيلومينا” الذي شارك به فريرز في مسابقة المهرجان نفسه عام 2013. ويعود المخرج الأميركي المخضرم وليم فريدكين الذي اشتهر بفيلم ”طارد الأرواح الشريرة” (1973) بفيلم تسجيلي طويل. ويعرض فيلم المخرج والممثل الجزائري الشاب رشيد هامي ”ميلودي” خارج المسابقة، إلى جانب أول فيلم درامي من نوع الدوكيو - دراما للمخرج الأميركي الكبير إيرول موريس المعروف بأسلوبه الخاص في الأفلام الوثائقية المثيرة للجدل. والفيلم الجديد بعنوان ”دودة الخشب”. ويبلغ عدد الأفلام الروائية خارج المسابقة 13 فيلما والتسجيلية 7 أفلام. أما القسم الذي يوازي المسابقة الرسمية ”أوريزونتي”، أو”آفاق”، فيتضمن هذا العام 36 فيلما منها 19 فيلما طويلا و17 فيلما قصيرا ومتوسط الطول. ومن الأفلام الطويلة الفيلم الوثائقي الجديد ”نيكو 1988 ” للمخرجة الإيطالية سوزانا نيتشيللي، و”مارفين” للمخرجة آن فونتين بطولة إيزابيل أوبير. وفي هذه المسابقة الخاصة، يشارك فيلمان من إيران هما ”اختفاء” لعلي أصغري (بتمويل قطري)، و”لا تاريخ، لا توقيع”لفاحيد جليلفاند، وفيلم ”المباركون” الفرنسي للمخرجة الجزائرية صوفيا جما. ومن أهم أفلام تظاهرة ”أيام فينيسيا” الموازية الفيلم الجديد للمخرج الإيطالي الكبير إيرمانو أولمي وهو من النوع التسجيلي القصير (35 دقيقة) ويحمل عنوان ”أترى.. أنا واحد منكم”. وتضم ”مسابقة أيام فينيسيا” 12 فيلما (و8 أفلام خارج المسابقة) من بينها فيلم المخرج المغربي فوزي بن سعيدي ”فوليوبوليس.” الدورة الجديدة حافلة بكل أنواع الأفلام وتبدو مختلفة في كثير من ملامحها عن دورة العام الماضي. ونتوقع أن تكون حافلة بالإثارة والمتعة.