رفض والي قسنطينة الآجال المقدمة من قبل مؤسسة ”ميترو الجزائر” بخصوص تسليم شطر زواغي مدخل مدينة علي منجلي لترامواي قسنطينة في 2019، مشددا على ضرورة تفعيل الأشغال بشكل أكثر وتسليم المشروع في جويلية 2018 كأقصى تقدير. وبدا والي قسنطينة، عبد السميع سعيدون، وهو يعاين أشغال مشروع خط ترامواي قسنطينة 2، أول أمس، حازما وهو يتحدث لمسؤولي ميترو الجزائر وشركة كوسيدار، حيث طالب بضرورة التركيز على الجزء الرابط بين زواغي ومدخل المدينة، بغرض تسليمه في 2018 بدلا من 2019، موجها أوامر بوقف الشغال على مستوى وسط مدينة علي منجلي بشكل كلي والتفرغ للشطر المذكور. يعرف مشروع توسعة خط الترامواي إلى المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، اختلالات وتأخرا كبيرا، إذ لم تتجاوز نسبة الأشغال 25 بالمائة، ورغم مرور أزيد من 20 شهرا على انطلاق الأشغال وانقضاء أزيد من 60 بالمائة من الآجال التعاقدية المحددة للمشروع الذي من المقرر تسليمه في 36 شهرا، إلا أن نسبة الإنجاز لم تتجاوز 25 بالمائة، بحسب تأكيد المدير الجهوي لمؤسسة ”ميترو الجزائر” المشرفة عليه، إذ لم تنطلق إلى حد الساعة الأشغال في الجسور والمنشآت الفنية الكبرى بالمشروع. غلاف مالي بأزيد من 3400 مليار سنتيم ومتاعب تقنية ومالية في الطريق تحدث مسؤول بمؤسسة ”ميترو الجزائر”، بأنه من غير الممكن أن يسلم المشروع قبل 2019، إذ أن مدة تشييد الجسر الذي سينجز فوق الطريق السيار لن تقل عن 12 شهرا في حال عدم حدوث أية مفاجآت، سواء تلك المتعلقة بالأحوال الجوية أو نقص مواد البناء، فضلا عن النفق المخصص لسكان المدينة الذي ما يزال هو الآخر يراوح مكانه ومن الممكن، كما أكد المصدر ذاته، أن تصادف عملية إنجازه العديد من المشاكل، باعتبار أن علي منجلي تفتقد إلى المخططات، مشيرا إلى أن أشغال تحويل الشبكات قد عرفت اختلالات لذات المشكلة، وهو ما أدى إلى تأخر العملية. مبرزا في سياق حديثه بأن الأشغال لا تقتصر على وضع السكة، بل تتعداها إلى تهيئة المسار وإنجاز قطب التبادل عند مدخل المدينة، فضلا عن مرحلة التجارب والربط بالشبكة الكهربائية، وكل ذلك ”يستغرق وقتا”، كما لفت إلى أن مؤسسة ”كوسيدار” قادرة على إنجاز المشروع، لكنها لا تملك الخبرة اللازمة التي تتوفر عليها المؤسسات الأجنبية. وتحدث المدير الجهوي لمؤسسة ميترو الجزائر خلال زيارة التفقد التي قام بها الوالي عبد السميع سعيدون، عن وجود ندرة في فولاذ الخرسانة ذات القطر 32، الأمر الذي أخر عملية الانطلاق في النفق وإنجاز أعمدة الدعم التي يتجاوز عددها 700، حيث أكد أن شركة كوسيدار تحصلت على رخصة استيراد لهذه المادة، ومن المنتظر أن يتم جلبها بعد 15 يوما، أما فيما يخص آجال التسليم، فقد أكد تسليم الشطر الأول من زواغي إلى مدخل المدينة في الثلاثي الأول من 2019 وجميع المقاطع إلى غاية جامعة عبد الحميد مهري في نهاية السنة نفسها.، وقد خصص لهذا المشروع الهام غلاف مالي يقدر ب 34.7 مليار دينار، والذي يعلق عليه سكان المدينة آمالا كبيرة، للتخلص من أزمة النقل اليومية. ورفض الوالي بشدة الآجال المقترحة، حيث أمر بالتوقف عن جميع الأشغال بداخل المدينة والتركيز على الشطر الأول فقط لتسليمه شهر جويلية على أقصى تقدير، كما شدد على ضرورة تدعيم الورشة بالوسائل المادية والبشرية اللازمة، والانطلاق في المقاطع المتعثرة، حتى يتم إطلاق هذا الخط أولا في 2018. ومعلوم أن ترامواي قسنطينة يعتبر من أنجح المشاريع المتعلقة بالنقل بهذه الوسيلة العصرية على المستوى الوطني، حيث حقق خط وسط مدينة قسنطينة – زواغي العملي منذ سنوات السنة الماضية أرباحا فاجأت شركة سيترام الفرنسية ذاتها، وهو ما جعل المسؤولين يبرمجون مشروعا لخط ثاني يربط محطة زواغي بمدينة علي منجلي غير أن الأزمة المالية ومشاكل تقنية حالت دون السير الحسن للمشروع..