أعربت الحكومة الاسبانية، يوم أمس، عن أسفها لقرار رئيس حكومة إقليم كتالونيا كارليس بوديغمونت عدم الرد بوضوح على مسألة الاستقلال مؤكدة أنه ما زال أمامه مهلة لغاية الخميس المقبل للعودة إلى الشرعية. جاء ذلك على لسان نائبة رئيس الوزراء الاسبانية سورايا دي سانتاماريا في مؤتمر صحفي ردا على رفض بوديغمونت الإجابة بوضوح على الطلب الرسمي الذي ارسلته حكومة مدريد إليه يوم الأربعاء الماضي لتوضيح ما إذا كان أعلن استقلال الاقليم من عدمه. وقالت دي سانتاماريا ان الحوار الذي يطالب به رئيس الإقليم ”يجب ان يكون ضمن الأطر القانونية” مضيفة انه مازال امام رئيس الاقليم مهمة حتى الخميس المقبل لتصحيح موقفه و”العودة إلى الشرعية والامتثال للقانون”. وكان بوديغمونت قد أرسل أمس ردا غامضا على الطلب الرسمي لمدريد بتقديم توضيحات بشأن إعلانه الاستقلال من عدمه يوم الثلاثاء الماضي على الرغم من تحذير الحكومة الاسبانية من أن أي إجابة غامضة ستترجم على انها تأكيد لإعلان الاستقلال واختراق الشرعية وستفوض إسبانيا اتخاذ التدابير التي تراها مناسبة لإعادة الإقليم إلى الشرعية. ”. وبموجب المادة 155 من الدستور الاسباني، يحق للحكومة المركزية أن تجبر إقليما من أقاليم البلاد على احترام واجباته الدستورية إذا ما انتهكها أو إذا ”شكلت خطرا كبيرا على المصلحة العامة للدولة”. ورفضت الحكومة الاسبانية الدعوة التي أطلقها بيغديمونت لوساطة دولية بين الاقليم ومدريد، مؤكدة أن لا وساطة طالما لم تتراجع برشلونة عن التهديد بانفصال كتالونيا عن المملكة وإعلان الاستقلال. ويطالب إقليم كتالونيا، بالانفصال عن الحكومة المركزية، ويتمتع الإقليم الذي يفوق عدد سكانه 5 ملايين نسمة، بحكم ذاتي أوسع مقارنة بأقاليم إسبانيا الأخرى، ويأتي ترتيبه السابع من بين 17 إقليمًا تتمتع بحكم ذاتي في البلاد. وأصبحت كتالونيا جزءً من إسبانيا منذ نشأتها فى القرن 15 عندما تزوج الملك فرديناند من اراغون والملكة إيزابيلا من كاستيل. وعندما أصبحت اسبانيا جمهورية فى عام 1931 اعطيت كتالونيا حكم ذاتي واسع وكانت كتالونيا حينها معقل الجمهوريين الرئيسيين وسقطت برشلونة لقوى اليمين المتمثلة في الجنرال فرانسيسكو فرانكو فى عام 1939 كانت بداية نهاية المقاومة الاسبانية. وتعد كتالونيا واحدة من أغنى وأكثر المناطق الصناعية الكبرى في إسبانيا. ويتكون الإقليم 4 مقاطعات وهي برشلونة وجرنادا ولاردة وطرغونة. ويعيش معظم سكان كتالونيا يعيشون في برشلونة التي تعد المركز السياسي والاقتصادي وتعتبر المنطقة النابضة بالحياة قطبا سياحيا أوروبيا.