قال ماريانو راخوي، رئيس الوزراء الإسباني، أنّه سيعلن في وقت لاحق من يوم السبت (أمس) عن إجراءات لفرض الحكم المباشر على إقليم كتالونيا على خلفية مسعى الانفصال عن الحكومة المركزية. وأضاف راخوي من بروكسل أن الإجراءات المستندة على بند في الدستور الإسباني لم يستخدم من قبل، ستحظى بدعم من الحزب الاشتراكي الذي يمثل المعارضة الرئيسية وحزب المواطنين الذي ينتمي لتيار الوسط. ودعا راخوي إلى اجتماع طارئ لمجلس الوزراء السبت، وقال إنه يتعين على كتالونيا العودة إلى الشرعية. مضيفًا أنه من غير الممكن أن يخرج جزء من إسبانيا عن سلطة الحكومة. وعقد مجلس الوزراء الإسباني، الخميس، جلسة لتفعيل المادة ال155 من دستور البلاد، التي تسمح بتعليق الحكم الذاتي في إقليم كتالونيا. وفي المقابل، تجاهل كارلس بوغديمونت، رئيس إقليم كتالونيا، مهلة للتخلي عن مسعى الانفصال، وكتب رسالة إلى راخوي يوم الخميس مهددًا بإعلان الاستقلال رسميًّا، ما لم توافق مدريد على إجراء حوار مع كتالونيا حول نتائج الاستفتاء الأخير. وبموجب المادة 155 من الدستور الاسباني، يحق للحكومة المركزية أن تجبر إقليما من أقاليم البلاد على احترام واجباته الدستورية إذا انتهكها أوإذا ”شكلت خطرا كبيرا على المصلحة العامة للدولة”. وكان القضاء الإسباني أصدر في وقت سابق، قرارا بتعليق جلسة برلمان كتالونيا بشأن نتائج الاستفتاء بشأن تقرير المصير، فيما كانت سلطات الإقليم تتأهب لإعلان الانفصال عن مدريد. ورفضت الحكومة الاسبانية الدعوة التي أطلقها بيغديمونت لوساطة دولية بين الاقليم ومدريد، مؤكدة أن لا وساطة طالما لم تتراجع برشلونة عن التهديد بانفصال كتالونيا عن المملكة وإعلان الاستقلال. وكان العاهل الاسباني الملك فيليب السادس ندد الجمعة ب”محاولة الانفصال غير المقبولة”، لإقليم كاتالونيا، معتبرا الإقليم ”جزءا لا يتجزأ من اسبانيا القرن الحادي والعشرين”. وقال في خطاب خلال توزيع جوائز أميرة استورياس ”لا نريد التخلي عما بنيناه معا”، مشددا على التقدم الذي تحقق في اسبانيا التي نجحت في تجاوز ”أخطاء الماضي” في إشارة ضمنية الى ديكتاتورية فرانكو (1939-1975). وأضاف ”في العقود الماضية واصل الاسبان حمل تاريخنا واحترموا قرارنا السيادي بالعيش معا في ظل الديموقراطية”. وتابع ”لقد عشنا وتشاركنا النجاحات والإخفاقات والانتصارات والتضحيات التي وحدّتنا بالفرح والمعاناة. لا يمكن أن ننسى هذا”. واعتبر ان إنجازات إسبانيا كانت ممكنة ”بفضل رغبة صادقة بالعيش المشترك والتفهم ومراعاة القوانين والديموقراطية”. ويهدد الانفصاليون في كاتالونيا بالانفصال عن الحكومة المركزية، وإعلان الجمهورية استنادا الى نتائج استفتاء لتقرير المصير أجري في الاول من اكتوبر الحالي، ويزعمون ان ”نعم للاستقلال” حصلت على ”90.18 بالمئة” لكن نسبة المشاركة بلغت 43 بالمئة فقط من السكان. ويطالب إقليم كتالونيا، ويتمتع الإقليم الذي يفوق عدد سكانه 5 ملايين نسمة، بحكم ذاتي أوسع مقارنة بأقاليم إسبانيا الأخرى، ويأتي ترتيبه السابع من بين 17 إقليمًا تتمتع بحكم ذاتي في البلاد. وأصبحت كتالونيا جزءً من إسبانيا منذ نشأتها فى القرن 15 عندما تزوج الملك فرديناند من اراغون والملكة إيزابيلا من كاستيل. وعندما أصبحت إسبانيا جمهورية فى عام 1931 أعطيت كتالونيا حكم ذاتي واسع وكانت كتالونيا حينها معقل الجمهوريين الرئيسيين، وسقطت برشلونة لقوى اليمين المتمثلة في الجنرال فرانسيسكو فرانكو فى عام 1939 كانت بداية نهاية المقاومة الاسبانية. وتعد كتالونيا واحدة من أغنى وأكثر المناطق الصناعية الكبرى في إسبانيا. ويتكون الإقليم 4 مقاطعات وهي برشلونة وجرنادا ولاردة وطرغونة. ويعيش معظم سكان كتالونيا يعيشون في برشلونة التي تعد المركز السياسي والاقتصادي وتعتبر المنطقة النابضة بالحياة قطبا سياحيا أوروبيا.