l ماكرون يدعو بغداد وآربيل للحوار ولنزع فتيل التوترات وصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى العاصمة العراقيةبغداد مساء الاثنين في زيارة مفاجئة، عقد خلالها اجتماعا مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم. وجاءت زيارة تيلرسون بعدما ردت الحكومة العراقية على تصريحاته إثر لقائه حيدر العبادي في الرياض، ودعوته ”جميع المقاتلين الأجانب” و”المليشيات الإيرانية” للعودة إلى بلادهم. وقال تليرسون بعد اجتماع سابق لمع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في العاصمة السعودية الرياض، يوم الأحد، إن الوقت قد حان كي تعود ”الفصائل المدعومة من إيران إلى ديارها” وكذلك مستشاريها الإيرانيين بعد أن ساعدوا العراق على هزيمة تنظيم ”داعش”. كما حث تيلرسون، الحكومة العراقية والمسؤولين في إقليم كردستان العراق، على حل أزمة تقرير مصير الأكراد والأراضي المتنازع عليها، عبر الحوار. وأبدى تيلرسون، حرص بلاده على وحدة ورخاء العراق. وقال تيلرسون: ”من أجل عراق موحد في ظل الدستور العراقي، أعتقد أنه بإمكاننا أن نعبر كافة الخلافات، ونحترم كل الحقوق، ونشجع كل الأطراف على الانخراط في الحوار، خاصة وأنه يساورنا القلق ونشعر ببعض الحزن، انطلاقًا من الحفاظ على مستقبل ورخاء العراق ”. من جانبه شدد العبادي، على ضرورة وجود سلطة اتحادية في المناطق المتنازع عليها والمطارات والحدود. وقال مكتب العبادي في بيان، إنه جرى خلال اللقاء ”بحث تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، والحرب ضد الارهاب، واجراءات الحكومة العراقية لفرض السلطة الاتحادية في محافظة كركوك، إضافة إلى الأوضاع السياسية والأمنية”. وأضاف العبادي ”إننا لا نريد خوض معركة مع أي مكون فجميعهم أبناؤنا وأرسلنا هذه الرسالة إلى كركوك بأن المواطنين الكرد عراقيون أعزاء علينا ونتعامل معهم كبقية مكونات البلد ”. وبشأن الحشد الشعبي، أكد العبادي أن ”مقاتلي الحشد الشعبي هم مقاتلون عراقيون قاتلوا الإرهاب ودافعوا عن بلدهم وقدموا التضحيات التي ساهمت بتحقيق النصر على داعش”، موضحا أن ”الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة، وأن الدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة”. وتابع ”علينا تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملا للبلد وللمنطقة”. ونقل بيان للحكومة العراقية في وقت سابق عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء استغرابه من التصريحات المنسوبة لتيلرسون عن الحشد الشعبي، مؤكدا أنه لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي. وفي السياق، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتصالا هاتفيا مع رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، يوم الاثنين، أبدى فيها استياءه إزاء تعقيد الأوضاع بين أربيل وبغداد، وطلب من الجانبين الابتعاد عن الصدامات والحروب، وشدّد بأنّ الحوار هو أفضل وسيلة لحل كافة المشاكل. ومن جانبه، قدَّم البارزاني في هذا الاتصال الهاتفي شرحاً مفصّلا للرئيس الفرنسي حول الأوضاع العامة والأحداث الأخيرة بين إقليم كوردستان والعراق. وأكد مصدر في الرئاسة العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية أن تيلرسون التقى رئيس الجمهورية العراقية، فؤاد معصوم، دون ذكر مزيد من التفاصيل. كما أثارت تصريحات تيلرسون حفيظة الحشد الشعبي، والذي طالب في بيان له، الولاياتَالمتحدةالأمريكية ب”الاعتذار”. وقال القيادي في الحشد الشعبي، هادي العامري، اليوم الاثنين، إن ”وزير الخارجية الأمريكي غير مرحب به في بغداد”. وأضاف هادي العامري: ”أطالب دولة رئيس الوزراء المحترم بعدم استقباله إلا بعد اعتذاره على تصريحاته غير المسؤولة تجاه الحشد الشعبي”. وتواجه الولاياتالمتحدة حاليا أزمة بين حليفيها (بغداد وأربيل) في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بعد تصاعد التوتر منذ نحو شهر بينهما بسبب الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان العراق على استقلاله. وكان مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، دعا إلى استفتاء استقلال الاقليم عن العراق جرى تنظيمه في 25 سبتمبر الفائت. وشمل الاستفتاء مدن: أربيل، السليمانية، دهوك، حلبجة، خورماتو، خانقين، مندلي، جلولاء، قرتبه، سنجار، الربيعة، نمرود، وبرطلة. لكن الاستفتاء واجه رفضا تاما من قبل الحكومة العراقية والدول الإقليمية والاتحاد الأوربي ومجلس الأمن الدولي، حيث اعتبر خطرا على العراق ويعيق الحرب التي تجري ضد ”داعش”. كما أعربت الولاياتالمتحدة عن رفضها لإجراء الاستفتاء، وقد شرعت كل من تركياوإيران في مناورات عسكرية في المناطق الحدودية، كما أغلقت إيران أجواءها للطائرات. وتشير تقديرات إلى أن نسبة الأكراد في العراق تتراوح بين 15 في المئة و20 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ 37 مليون شخص. وعلى مدار عقود، واجه الأكراد موجة من القمع قبل أن ينالوا حكما ذاتيا في عام 1991.