واصل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، تصريحاته التي أبانت وجود خلاف جوهري في الاتفاق على أمهات القضايا الراهنة في البلاد، بينه وبين غريمه زعيم التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، حيث جدد أمس خليفة سعداني في لقاء مع أمناء المحافظات القول بأن تصريحات أمين عام الأرندي تلزمه وحده من أن وزير الطاقة السبق شكيب خليل تعرض للظلم ويتحمل مسؤوليتها، وقال إنه ليس للأفالان أي مشكلة مع شكيب خليل.أشار ولد عباس خلال لقاء جمعه مع أمناء المحافظات بمقر الحزب ”الأحرار الستة” بالعاصمة، إلى إن شكيب خليل حُرٌّ وليس لدينا أي مشكل معه، وعلى أحمد أويحيى تحمل مسؤولية تصريحاته.وفي رده على تدخل المؤسسة العسكرية لاختيار الرئيس المقبل للجزائر، قال ولد عباس إن الجيش الوطني الشعبي لن يتدخل في هذا الملف، مؤكدا أن بوتفليقة لا يقبل أن يكون مرشح الجيش في رئاسيات 2019. وأشار إلى أن الجيش يلتزم بتطبيق مهامه الدستورية. وشدد ولد عباس على أن ”الشرعية الثورية لا تزال باقية ولا وجود للشرعية العسكرية بالجزائر”.ويأتي تأكيد ولد عباس على تصريحه بخصوص وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل في وقت خرج فيه إلى العلن ”وجود خلاف بين حزبي السلطة حول العديد من المواضيع الحساسة”، كشف معه عن تضارب رؤى بين أحمد أويحيى وجمال ولد عباس. فوجود تصريحات متناقضة ومتعارضة، كشف عن تحالف ”مترهل” بين الزعيمين على برنامج الرئيس، رغم تحالفهما في إطار المجموعة الرئاسية لدعم برنامج بوتفليقة حول مختلف المخططات والمشاريع الحكومية، بدءا بمخطط عمل الحكومة، مرورا بقانون القرض والنقد وصولا إلى مشروع قانون المالية لسنة 2018. وقد طفت إلى السطح ثلاثة مواضيع محل اختلاف تتعلق بالوزير الأول السابق عبد المجيد تبون، والوزير الأسبق شكيب خليل، وتصريحات مساهل بخصوص المغرب، أماطت اللثام عن خلاف الحزبين الحليفين للسلطة.وفي إطار التحضير للحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر، ترأس الأمين العام للحزب العتيد الدكتور جمال ولد عباس، اجتماعا بأعضاء المديرية الوطنية للحملة الانتخابية، بمقر الحزب، استعدادا لخوض غمار هذا الاستحقاق المحلي. كما قدم الأمين العام أمام أعضاء المكتب السياسي واللجنة الوطنية للانتخابات النصوص الكاملة لبرنامج التجمعات الشعبية التي سيشرف عليها ولد عباس في جميع ولايات الوطن، إضافة إلى أعضاء المكتب السياسي وأعضاء اللجنة المركزية ونواب البرلمان بغرفتيه، وأمناء المحافظات، لتنشيط الحملة في مختلف الولايات. كما تم الاتفاق على شعار الحزب في الحملة. وحسب نص البيان الذي صدر عقب اللقاء سالف الذكر، فقد دعا ولد عباس إلى رص الصفوف ووضع مصلحة الحزب فوق كل اعتبار، ما يستوجب على الجميع، قيادة ومناضلين ومحبين ومؤيدين، التجند والعمل بكل جدية وفاعلية لفرز قوائم الحزب. كما جدد ولد عباس التأكيد على الدعم التام واللامشروط لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.