أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن استعداده لإجراء لحوار مباشر مع جيرانه الخليجيين ترعاه الولاياتالمتحدة لحل الأزمة المستعرة بينهم، ولفت إلى أنه كان يراهن على عقد قمة مجلس التعاون الخليجي في منتجع كامب ديفيد في الولاياتالمتحدة من أجل الضغط لتسريع فك المقاطعة عن قطر. وقال الشيخ تميم في برنامج ”60 دقيقة”، الذي يبث على لقناة ”سي.بي.إس” التلفزيونية الأمريكية وبثت في وقت متأخر من الأحد إنه يريد إنهاء الخلاف الذي بدأ في الخامس من جوان اماضي مع السعودية والبحرين والإمارات ومصر، مضيفا:”لا شيء فوق كرامتنا وسيادتنا لكننا نريد إنهاء الخلاف، أقول ذلك دائما.. إذا ساروا مترا واحدا تجاهي فسوف أسير عشرة آلاف ميل تجاههم”. وأكد تميم أن ترامب أبلغه ”لن أقبل أن يتشاجر أصدقائي فيما بينهم”، مشيراً إلى أن ترامب عرض عليه خلال محادثات على هامش اجتماعات الأممالمتحدة في سبتمبر استضافة محادثات في الولاياتالمتحدة. وقال الشيخ تميم ”قلت له على الفور ”سيدي الرئيس نحن جاهزون تماما. فأنا أدعو للحوار من اليوم الأول”، مضيفا أن ”الاجتماع كان من المفترض أن يعقد قريبا جدا وإنه لم يسمع ردا من الدول الأخرى”. كما اتهم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، السعودية وحلفاءها بالسعي إلى تغيير النظام في الامارة، قائلا: ”إنهم يريدون تغيير النظام. هذا واضح جدا”. وأضاف القول: ”التاريخ يظهر لنا ويعلّمنا أنهم حاولوا فعل ذلك سابقا في العام 1996 بعد أن أصبح والدي أميرا. وقد أظهروا ذلك في شكل واضح جدا خلال الأسابيع الفائتة”. وقال ”إنهم لا يحبون استقلالنا والطريقة التي نفكر بها ورؤيتنا للمنطقة”. وتابع قائلا: ”نريد حرية التعبير لشعوب المنطقة. وهم غير راضين عن ذلك. يعتقدون أن هذا يشكل تهديدا لهم”. وهي المرة الأولى التي تتهم فيها الدوحة جيرانها صراحة بمحاولة زعزعة نظام الحكم بها. وجاء أول رد على تصريحات تميم من دولة الامارات التي غرّد وزير خارجيتها أنور قرقاش، عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، معقبا على تصريحات الشيخ تميم قائلا: ”لا جديد في برنامج ”60 دقيقة”، حالة المظلومية والإنكار مستمرة، خطاب موجه إلى الغرب، بقاعدته وكنيسته، مقابلة منسية لن تُقدم ولن تساهم في حلّ. وكان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة قال الأحد إن بلاده لن تحضر القمة الخليجية المقبلة إذا لم تغير قطر موقفها. وأوضح خالد بن أحمد، في سلسلة تغريدات على حسلبه بتويتر، أن الخطوة الصحيحة للحفاظ على مجلس التعاون الخليجي هي تجميد عضوية قطر في المجلس. وأضاف الوزير البحريني في تغريدة أخرى ”إن كانت قطر تظن أن مماطلتها وتهربها الحالي سيشتري لها الوقت حتى قمة مجلس التعاون القادمة فهي مخطئة. فإن ظل الوضع كما هو فهي قمة لن نحضرها”. وتابع القول إن ”الخطوة الصحيحة للحفاظ على مجلس التعاون هي تجميد عضوية قطر في المجلس حتى تحكم عقلها وتتجاوب مع مطالب دولنا وإلا فنحن بخير بخروجها من المجلس”. يذكر أنّ مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1981 يضم كلا من السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، وعمان. وتمتلك دوله ثلث احتياطات النفط العالمية. وفضلت سلطنة عُمان تجنب الدخول في الازمة، فيما تسعى الكويت التي تستضيف القمة الخليجية المقبلة، لعقدها في الوقت المقرر لها. وبادر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالوساطة منذ بداية تقريب وجهات النظر بين الفرقاء. وفي حال خرجت قطر من المجلس أو تم تعليق عضويتها ستخسر عضويتها في هيئاته، ومنها قوة درع الجزيرة التي أنشأتها دول المجلس للدفاع عن أمن الخليج وردع أي اعتداء تتعرض له دوله، كما ستخسر دول الخليج بدورها من الإسهام القطري في مؤسسات وهيئات المجلس. يذكر أنه في 5 جوان الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، بدعوى ”دعمها للإرهاب”، وهو ما نفته الدوحة، معتبرة أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني. وقدمت الدول الأربع لقطر، عبر الوسيط الكويتي، قائمة تضم 13 مطلبا لقطر منها وقف دعمها لجماعة الإخوان المسلمين وإغلاق قناة الجزيرة الإخبارية وإغلاق قاعدة عسكرية تركية وتخفيض مستوى علاقاتها مع إيران.لتنفيذها، مقابل عودة العلاقات مع الدوحة، لكن الأخيرة رفضت تنفيذ هذه المطالب، كونها ”غير عقلانية، وتمس السيادة الوطنية. وحسب بيانات الدول الأربعة، فإن قرار مقاطعة قطر يشمل إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية لتلك الدول.