أعلن أمس الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون عن زيارة رسمية إلى الجزائر الشهر المقبل، وستكون زيارته وفقا لما أعلن عنه عشية انعقاد اللجنة العليا المشتركة الجزائرية الفرنسية، والتي سيترأسها مناصفة الوزيران الأولان أحمد أويحيى وإدوارد فيليب. الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ستكون الأولى من نوعها منذ انتخابه على رأس الجمهورية الفرنسية ماي المنصرم، حيث فضل ماكرون إعلان تاريخ زيارته يوم 6 ديسمبر المقبل إلى الجزائر بشكل مفاجئ خلال زيارة إلى شمال فرنسا في رده عن سؤال لأحد سكان منطقة ”توركوان”. وكان الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وامانويل ماكرون قد تعهدا على تدعيم العلاقات الثانية فور وصوله إلى قصر الاليزي، وذلك من خلال رسائل التهاني التي تبادلها الطرفان غداة فوز ماكرون في الرئاسيات واحتفال الجزائر بعيد النصر، وهي المناسبة التي ”استعجل” فيها ماكرون تحديد تاريخ زيارته الرسمية للجزائر بعدما كان من المنتظر أن تكون الجزائر أولى محطاته في جولاته خارج فرنسا، حيث أكد في رسالته لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة انه ينتظر أن تحدد رئاسة الجمهورية تاريخ زيارته للجزائر، وكان قدوم وزير الخارجية جان ايف لودريان ووزير الاقتصاد للجزائر مؤخرا فرصة لوضع الترتيبات الخاصة بزيارة امانويل ماكرون للجزائر، غير أن مسؤولي البلدين ممثلان في وزيرا الخارجية تفادا الإعلان عن تاريخ الزيارة والاكتفاء بالقول أنها زيارة قريبة لماكرون للجزائر”. وتتجه الأنظار نحو نتائج الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي امانويل ماكرون بسبب التصريحات الجريئة التي أطلقها خلال حملته الانتخابية في زيارة للجزائر والتي قال فيها أن الاستعمار ارتكب جرائم ضد الإنسانية وهي التصريحات التي أثارت حفيظة اليمين المتطرف وغيره من الساسة الفرنسيين فيما استبشر بها البعض الآخر خيرا لزحزحة العلاقات الجزائرية الفرنسية فيما يعرقلها من مسائل الذاكرة، وبين مشكك في أن يلتزم ماكرون وهو رئيس بتصريحاته ويعمل ما يطابقها ميدانيا وبين مقتنع بأن الرجل رجل قناعات ستكشف الزيارة عن الموقف الرسمي لماكرون من استعمار بلاده للجزائر وهو يرتدي قبعة رئيس الجمهورية الفرنسية.