l محلّل فرنسي: علاقة فرنسا مع الجزائر ستقوم على الاعتراف المتبادل طالب المئات من المتظاهرين في تجمع وسط العاصمة الفرنسية باريس، أول أمس، من الوافد الجديد على قصر الإليزيه مانويل ماكرون، بالاعتراف الرسمي بمجازر سطيف، ڤالمة وخراطة، التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي باعتبارها جرائم ضد الإنسانية”. وتجمع المئات من المتظاهرين في ساحة في باريس وفق مانقلت قناة ”روسيا اليوم” بالفرنسية، موازاة مع ذكرى يوم 8 ماي - 8 ماي 1945 - حيث ذكروا خلال المسيرة المنظمة للعام الثالث على التوالي بالطلب من الرئيس الفرنسي الاعتراف ب”جرائم الاستعمار” التي ارتكبت في الجزائر. وفي هذا السياق، توقع المحلل السياسي الفرنسي برونو جودي أن تكون علاقة فرنسا في عهد ماكرون مع دول المغرب العربي أكثر اعتدالا؛ لا تقوم على الوصاية، بل على الاعتراف المتبادل، مشيرا إلى أنه يريد إنهاء النزاع التاريخي مع الجزائر، متوقعا أن تشهد علاقات فرنسا مع الجزائر تغييرا حقيقيا. وتراهن الجزائر على ماكرون لتجاوز ملف الذاكرة الذي شغل الرئيس بوتفليقة، في رسالة تهنئته لنظيره الفرنسي، قائلا إن مواقف الأخير من ملف الاستعمار تجعله في موقع مناسب لإرساء مصالحة تاريخية بين البلدين. وجاء في الرسالة الموجهة لماكرون ”إن الزيارة التي قمتم بها، مؤخرا، إلى الجزائر في سياق انطلاق مسيرتكم الباهرة صوب تحقيق غايتكم الوطنية السامية، أضافت إلى الرصيد المشترك بين بلدينا موقفكم المبدئي المتميز بالإقدام السياسي والإخلاص الإنساني المنقطع النظير حيال الاستعمار وطبيعته التي لا تغتفر”. وأضاف أن ”الموقف الرائد الذي صدر منكم، يضعكم طبيعيا وشرعيا في الموقع المرموق، موقع الفاعل المقتنع والمقنع في عملية استكمال مصالحة حقيقية بين بلدينا في إطار احترام القيم الذاتية للشعوب”. من جانبه، وزير الجزائري للشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، والذي يشغل أيضا منصب وزير المجاهدين ببالنيابة طالب ماكرون بالالتزام بوعوده التي قطعها للجزائريين بخصوص الاعتراف بجرائم بلاده بحقّهم. وقال عيسى، في تصريحات أدلى بها على هامش فعاليات الذكرى المخلدة لمجزرة 8 ماي: ”على الرئيس الفرنسي الجديد أن يكون على مستوى عال من المسؤولية والالتزام، لتخليص الذاكرة الجزائرية-الفرنسية من الشوائب التي تجعل الصراع مستمرا، ودفعها إلى مصالحة حقيقية”. وأضاف عيسى ”نحن بانتظار تفعيل تلك الوعود”، لافتا أنّ التهنئة التي بعث بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لماكرون، تستبطن دعوة للوفاء بالإلتزامات والوعود التي قطعها في زيارته الأخيرة للجزائر، بخصوص تاريخ الجزائريين.