حلّ رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الدين الحريري صباح أمس بالعاصمة الفرنسية باريس، قادما إليها من السعودية. وقال تلفزيون ”المستقبل” الذي يتبع للتيار الذي يتزعمه الحريري، أن طائرته هبطت في مطار ”لوبورجيه” شمال باريس، وأنّ ”الرئيس سعد الحريري وصل وعقيلته السيدة لارا صباح اليوم إلى باريس آتيا من الرياض، حيث يستقبله الرئيس ماكرون ظهرا في قصر الإليزيه ثم يقيم مأدبة غذاء على شرفه في حضور زوجته لارا ونجله البكر حسام”. وأضاف المصدر: ”اتصل الرئيس الحريري برئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغهما حضوره حفل عيد الاستقلال يوم الاربعاء. كما اتصل بالمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان”. وأفادت قناة ”الجديد” أنّ موكب الحريري وصل الى منزله في باريس، مشيرة الى أن مستشار الحريري، نارد الحريري بالإضافة الى وزير الداخلية نهاد المشنوق موجدان في باريس، أما النائب بهية الحريري وأحمد الحريري فهما في بيروت. بدورها أفادت قناة ال”LBC” أن الحريري قاد سيارته بنفسه من المطار الى منزله، برفقة زوجته فقط. وأعلن الرئيس الفرنسي يوم الجمعة أنه سيستقبل الحريري، السبت بصفته ”رئيسا لوزراء لبنان لأن بلده لبنان لم يعترف باستقالته”. والتقى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس سعد الحريري في الرياض، وقال لودريان في تغريدة على تويتر أرفقها بصور للقائهما إنه ”اجتماع ودي مليء بالثقة مع سعد الحريري الذي سيأتي إلى باريس قريبا تلبية لدعوة من الرئيس”. وخلال اللقاء أجاب الحريري على سؤال أحد الصحفيين حول موعد ذهابه إلى فرنسا: ”أفضّل ألا أجيب الآن”. ويعدّ لودريان أرفع مسؤول غربي يلتقي الحريري في العاصمة السعودية منذ إعلان الأخير استقالته يوم 4 نوفمبر الجاري. وأكّد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في وقت سابق أنه لا شيء يبرر عدم عودة الحريري إلى بلاده بعد مضي 12 يوماً، وعليه فإن لبنان يعتبر أنّ رئيس حكومته محتجز وموقوف في السعودية، ما يعتبر خرقا لاتفاقية فيينا وحقوق الانسان. ولفت عون إلى أن معاهدة فيينا والأعراف الدبلوماسية تقضي بعدم تقييد حرية أي رئيس حكومة في العالم، وأن ”لدى السلطات اللبنانية معلومات غير مؤكدة على أن من يحرس الحريري هو جهاز ”بلاك ووتر”، وليس الأمن السعودي الرسمي”. وتعهد الرئيس اللبناني بأن لبنان ”سيبذل ما في وسعه للمطالبة بالإفراج عن الحريري. وأبدى استعدادا للتفاوض معه بشأن ما جاء في بيان استقالته. شريطة ”عدم المساس بالسيادة والأمن اللبنانيين”. واكد الرئيس عون في تغريدة على موقعه بتويتر ما قاله لوسائل الاعلام انه ”لا يمكن البت باستقالة قدمت من الخارج، فليعد إلى لبنان لتقديم استقالته او للرجوع عنها أو لبحث أسبابها وسبل معالجتها”. وشدد على أنه لا يمكننا اطالة الانتظار وخسارة الوقت، إذ لا يمكن إيقاف شؤون الدولة. وأضاف عون أن ”وضع عائلة رئيس الحكومة سعد الحريري مماثل لوضعه ولم نطالب بعودتها في السابق لكننا تأكدنا أنها محتجزة أيضا ويتم تفتيشها عند الدخول والخروج”. وقاد الرئيس اللبناني ميشال عون ووزير خارجيته جبران باسيل جهودا داخلية وإقليمية ودولية، وتوّجت بتحرك فرنسي لتسوية الأزمة. وكانت زيارة الحريري للسعودية هي الثانية في ظرف أيام، التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقال الحريري في خطاب الاستقالة: ”لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي”، واصفاً الأجواء في لبنان ب”ما كان عليه الحال خلال المرحلة التي سبقت اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وأكد الحريري أنّ لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي، مؤكدا على رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين، مشيرا إلى أن ”تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي”. وفي الصدد عقدت كتلة ”المستقبل” والمكتب السياسي ل”تيار المستقبل”، مساء الخميس، اجتماعاً ترأسه رئيس وزراء لبنان الأسبق، فؤاد السنيورة، الأزمة السياسية التي يمر بها لبنان في غياب رئيس الوزراء سعد الحريري. وأكدت الكتلة ومكتبها السياسي، في بيان، نشر على الموقع الرسمي لتيار المستقبل، أن ”عودة رئيس الحكومة اللبنانية الزعيم الوطني سعد الحريري ورئيس ”تيار المستقبل” ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان، في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وللاحترام للشرعيتين العربية والدولية”.