استفادت الأسر التي تم إنقاذها بجنوبمسعد من موت حقيقي جراء الجوع الذي افتك بهم لمدة أيام طويلة، من عناية طبية خاصة بمستشفى مسعد، إلى جانب منحها مواد غذائية• وتحولت قضية هذه الأسر إلى مفتاح حقيقي للدخول إلى واقع تعيشه فئة واسعة من سكان الجلفة، وهو ما تؤكده تقارير المكتب الجهوي لرابطة حقوق الإنسان التي أحصت أكثر من 11 ألف عائلة فقيرة و13 ألف عائلة تعيش تحت خط الفقر معرضة للتشرد• وتتمركز هذه الأسر في البوادي والبلديات الداخلية كبويرة الأحداب، ودار الشيوخ وبعاصمة الولاية عبر الأحياء الفوضوية والبناءات القصديرية، التي لا تحمل أدنى شروط الحياة، بسبب غياب الماء الشروب، وعدم إيصال قنوات الصرف الصحي، مما يضطر السكان إلى رمي فضلاتهم على أطراف هده الأحياء، ما يوسع من دائرة انتشار الأمراض• ورغم أن وزارة جمال ولد عباس تؤكد أن ولاية الجلفة من بين أفقر الولايات عبر الوطن، إلا أن حجم التكفل بها من قبل هده الوزارة لا يساوي شيئا مقارنة بالوضعية الاجتماعية المزرية، بالنظر إلى انتشار ظاهرة التسول، التي تعدت كل الخطوط الحمراء، بالإضافة إلى البطالة التي مست أكثر من 50 بالمئة من السكان والسياسة غير الرشيدة لتوزيع الإعانات كالشبكة الاجتماعية، ومنح المسنين• وقد جاءت قضية الأسر التي افتك بها الجوع بمنطقة قطارة جنوبالجلفة، بعد أيام قليلة من تصريح وزير التضامن جمال ولد عباس، خلال حصة منتدى التلفزيون، أكد فيه أن الجزائر لا يوجد بها من يعاني الجوع، وتبقى الجلفة في حاجة إلى التفاتة طويلة من السلطات المركزية في البلاد، لإخراجها من الوضعية الاجتماعية المزرية، التي حولتها إلى ولاية اجتمعت فيها كل الآفات الفقر والأمية وقلة التغطية الصحية•