تعاني الجلفة من بطالة واسعة خصوصا وسط الشباب الذي يمثل نسبة 75 بالمئة من عدد السكان، بالرغم من الدعم الاجتماعي الذي توزعه وزارة التضامن كعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية وعقود التشغيل· من جهة أخرى، يعرف خريجو الجامعات والمعاهد بطالة أخرى، فالجامعات تخرّج كل موسم مئات من الطلبة حاملي شهادات عليا في مختلف الشعب والاختصاصات، إلا أن لا طريق للتوظيف إلا وكالات التشغيل للحصول على عقود لمدة سنتين بأجر اعتبره الكثير من الجامعيين صدقة ''فالتزاماتنا أكبر بكثير من الأجر''· وتعاني الطبقة التي لم تستفد من مواصلة الدراسة والتي اختارت العمل لدى المؤسسات الخاصة، وتعيش هذه الطبقة من العمال الأجراء مشاكل أخرى وهي التنقل يوميا بين مختلف بلديات عاصمة الولاية، في رحلة متواصلة لكسب قوت الآلاف من الأسر التي عانت في بلدياتها من قلة فرص العمل، وعدم وجود مستثمرين خواص يمتصون حجم البطالة والفقر الذي أصبح عنوانا كبيرا لسكان هذه الولاية· وتبقى البطالة سببا في تكريس ولاية الجلفة كأفقر الولايات، وهذا ما تؤكده تقارير المكتب الجهوي لرابطة حقوق الإنسان التي أحصت أكثر من 11 ألف عائلة فقيرة، و13 ألف عائلة تعيش تحت خط الفقر ومعرضة للتشرد· وتتمركز هذه الأسر في البوادي والبلديات الداخلية كبويرة الأحداب ودار الشيوخ وبعاصمة الولاية عبر الأحياء الفوضوية والبناءات القصديرية التي لا تحمل أدنى شرط للحياة، بداية بغياب الماء الشروب وعدم إيصال قنوات الصرف الصحي مما يضطر السكان إلى رمي فضلاتهم على أطراف هذه الأحياء وهذا ما يوسع من دائرة انتشار الأمراض·