ومن أهم هذه الانشغالات نجد قلة الموارد المائية عبر عدة بلديات خاصة الواقعة جنوب الولاية، بالإضافة إلى غياب هيئة مكلفة بتسيير الحواجز المائية التي فاق عددها 20 حاجزا مائيا، والأمر الذي زاد الطين بله النقائص التي تتمثل في كيفية تسيير شبكات المياه الصالحة للشرب وكذلك شبكة التطهير من طرف الجماعات المحلية بسبب نقص الإمكانيات، كما نجد صعوبات أخرى يواجهها قطاع الري تتمثل في معارضة أصحاب الأراضي إقامة منشآت الري عبر أراضيهم، حيث يطرح مشكل تقييم العقار والمزروعات من طرف أملاك الدولة الذي يمكن اعتباره ضعيفا وبعيدا عن واقع السوق، إذ كثيرا ما يتم اللجوء إلى العدالة، مما تسبب في تعطيل إنجاز المشاريع، ناهيك عن زيادة تكلفة التعويض المقترحة بنسبة تفوق أحيانا 300%، كما يطرح مشكل تحويل الملكية من الأفراد لفائدة هذه المشاريع جراء انعدام عقود الملكية، علاوة على هذا فإن مخطط الولاية في مجال التزويد بالمياه الصالحة للشرب تركز على سد "كدية السر دون"، والذي يعتبر ثاني أكبر سد في الجزائر بعد سد بوهارون بالشرق الجزائري نظرا لسعته التي تفوق 640 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب موجهة لتزويد خمس ولايات هي المسيلة، المدية، العاصمة، تيزي وزو والبويرة، إلى جانب سقي مساحات زراعية تفوق 20 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية، بحيث رصد مبلغ مالي قدره 1400 مليار سنتيم لإنجاز هذا المشروع الضخم الذي تشرف على إنجازه الشركة الفرنسية "رازال" بحيث سلم في صائفة 2006، كما تركز المخطط أيضا على سد "تلسديت" بدائرة بشلول الواقعة على بعد 17 كلم شرق الولاية والذي انتهت به الأشغال في صائفة 2004، بطاقة استيعاب تفوق 167 مليون متر مكعب، لتزويد 12 بلدية بالولاية بالإضافة إلى ولاية بجاية من أجل سقي 1200 هكتار من المساحات الزراعية• وللإشارة فإن الشركة الروسية "زاروبال" هي التي كلفت بإنجاز هذا السد خلال 115 شهر بتكلفة 400 مليار سنتيم، ولاتزال الأشغال لربط السد بالأنابيب الموجهة لمختلف البلديات والمناطق التي رصد لها غلاف مالي قدره 580 مليار سنتيم قائمة لتزود حوالي 291 ألف نسمة بالمياه الصالحة للشرب• وللإشارة فإن ولاية البويرة عرفت خلال الفترة الأخيرة تساقط كميات معتبرة من الثلوج أعادت الأمل إلى السكان خاصة الفلاحين، الذين استبشروا خيرا كون مياه الثلوج لن تذهب سدى بل تصب في سد تلسديت وكدية اسردون وسد الواد الأكحل بعين بسام• ومع كل هذا يبقى الماء في ولاية البويرة أحد المشاكل التي أخذت حيزا كبيرا من احتجاج وشكاوى ومبررات الإدارة التي لا تكفي لانتهاء العطش نهائيا، وفي انتظار تحرك السلطات المعنية تبقى الإدارة والتسيير من أهم الرهانات المطروحة لتجاوز هذه الأزمة•