ينظم المعهد الجزائري للتقييس اليوم ملتقى تحت عنوان التقييس في خدمة المنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر، إحياء لليوم العربي العاشر للتقييس الذي سيشارك فيه منظمات عربية في المجال، ومن المنتظر أن تتم مناقشة وتقييم مدى الاندماج الاقتصادي في إطار مبادرة إنشاء منطقة التبادل التجاري الحر العربية. وتهدف مبادرة إنشاء منطقة التبادل الحر العربية، التي دخلت حيز التنفيذ في جانفي من سنة 2005، إلى تحرير التبادلات التجارية بين الدول العضوة في الاتفاقية، التي تساهم في تنسيق السياسات الاقتصادية خاصة في مجالات التجارة الخارجية والزراعة والصناعة والنظام الضريبي والخدمات والجمارك، وسيناقش المشاركون خلال هذا اليوم النتائج المتوصل إليها إلى حد الآن في هذا الإطار. وبالنظر إلى النتائج الميدانية لهذه الاتفاقية، فإنها لم تزل في مرحلة الاستشارات فقط ولم ترى النور بعد، حيث مازال حجم التبادلات التجارية البينية في المنطقة العربية ضعيفا جدا، إذ لا تتجاوز في منطقة المغرب العربي، 2.5 بالمئة، وتشير بعض المصادر إلى أن وجود عراقيل إدارية مازالت تعتبر حجر عثرة في طريق الانطلاق الفعلي لهذه المبادرة. وكان تقرير لغرف التجارة العربية، قد أوضح أن حجم المبادلات العربية، قد تضاعف في الفترة من سنة 2005 إلى بداية السنة الجارية 2008، حيث انتقل من 7 بالمئة إلى 14 بالمئة، غير أن التقرير ذاته أشار إلى أن حجم هذه التبادلات مدعوة للارتفاع أكثر لتصل إلى 25 بالمئة خلال السنوات القليلة المقبلة، علما أن هذا الحجم يبقى بعيد جدا عن حجم التبادلات التجارية في المنطقة الأوربية التي بلغت مع بداية العام الحالي 70 بالمئة.