فازت شركة نقل وشحن التجهيزات الصناعية والكهربائية التابعة لمجمع سونلغاز ''ترانسماكس'' أمس بالجائزة الجزائرية للجودة التي أقرت سنة ,2003 وتمنح للمؤسسات الوطنية المتوفرة على شروط النجاعة والتأهيل والمنافسة سنويا في اليوم الوطني للتقييس. وتمكنت ''ترانسماكس'' من انتزاع الجائزة الجزائرية لعام 2008 بقيمة 02 مليون دينار، بعد منافسة حادة مع 15 مؤسسة في مختلف التخصصات والشعب، تمتلك نفس المقاييس والمعايير باعتراف رئيس لجنة التحكيم عبد الهادي وادفل. واشتدت المنافسة اكبر مع المؤسسة العمومية الاقتصادية ''سابتا'' المعروفة بانجاز الجسور والمنشات القاعدية الكبرى، وعادت إليها الجائزة الخاصة للجنة التحكيم في مجال التسيير. وجرت عملية تسليم الجائزة الجزائرية للجودة في اليوم الوطني للتقييس الذي نظمته وزارة الصناعة وترقية الاستثمارات بالا وراسي تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وتضاف ''ترانسماكس'' التي شرعت منذ 2001 في التأهيل والنوعية لمواجهة منافسة كبريات الشركات في شحن التجهيزات الصناعية والكهربائية، إلى قائمة ال 450 مؤسسة التي نالت شهادة المواصفة على مدى ست سنوات، وهو مستوى مقبول، لكن غير كاف بالنسبة لحميد تمار وزير الصناعة وترقية الاستثمارات الذي افتتح التظاهرة وطاف بمعرض المؤسسات الوطنية التي تسابق الزمن من اجل النوعية شرط الدفاع عن حصتها في السوق الوطنية فما بالك التصدير إلى فضاءات خارجية لا تقبل بأي منتوج وسلعة وتفرض المواصفات في زمن الحديث بلغة ''ايزو'' وشهادة المطابقة الأخرى. وأكد تمار مطولا على النوعية التي يستحيل بدونها مواجهة المنافسة المشتدة التي ازدادت وتيرتها مع تطبيق اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والانضمام إلى منطقة التبادل الحر العربية، والمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا في انتظار الدخول إلى منظمة التجارة العالمية. وذكر كثيرا بضرورة كسر المؤسسات حالة التردد والانتظار لاعتماد نظام الجودة التي تعد معركة وجود، وهو مطالب اكبر بالاستثمار في هذا الحقل الذي يكسبها المناعة والحماية ويخرجها من روح الاتكالية إلى المبادرة مفتاح التطور والرقي ورفع الأداء الإنتاجي الغزير السامح بتقليص الاستيراد المتدفق على الجزائر. ولم يبد وزير الصناعة وترقية الاستثمارات التفاؤل الكبير في سرد وضعية المؤسسات الوطنية التي تحتاج إلى نقلة نوعية تخرجها من الرتابة والعمل بريتم هزيل لا يقوى على خلق الثروة المنتظرة والعمل والقيمة المضافة. وقال أن زياراته الميدانية كشفت حقائق الاقتصاد الوطني الذي هو مدعو إلى تغيير أسلوب العمل والإنتاج باعتماد المواصفات والاندماج في صيرورة التحول والتغيير،. لان هذه المواصفات أكبر الرهانات وأقواها أمنا وضمانا للمنتوج الجزائري الذي يحتم عليه الظرف اقتحام الفضاءات الخارجية بأسرع ما يمكن إذا أراد الوجود والبقاء في وقت تراجعت فيه الدولة القومية وصارت وظيفتها ترافق المؤسسة وتساعدها في التسلح بأدوات النوعية والمواصفات، لكن قرار الفصل بيد المؤسسة. من هنا يعول على الإستراتيجية الصناعية في احداث النقلة النوعية للمؤسسات التي تمتلك مقومات الوجود والمنافسة، وهي مؤسسات تتمسك بها الجزائر وتدعمها لما لها من مؤهلات وتخصص اكتسب عبر تجربة يحسب لها الحساب، وتنشط هذه المؤسسات في الميكانيك والكهرباء، والبتر وكيمياء، وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والصناعة الغذائية. من جهته ذكر محمد شايب عيساوي المدير العام للمعهد الجزائري للتقييس ''يانور'' بجدوى النوعية، وقال أن اليوم الوطني للتقييس الذي يحتفل بطبعته الثالثة عشرة راعى هذا الجانب باختيار العنوان الأنسب له ''التقييس شرط أساسي للتجديد والمنافسة''. وعن مكانة الجزائر ضمن المواصفات أكد عيساوي انها دون المستوى المطلوب مقارنة بالتطلع والطموح. وقال المؤسسات ال 450 التي نالت شهادة جودة التسيير في ظرف عشر سنوات رقم ضعيف لاعتبارات موضوعية منها حداثة البرنامج الوطني المحفز لهذا التوجه والخيار. وتوقع مدير ''يانور'' أن يرتفع العدد إلى اكبر خلال السنوات الثلاثة القادمة بسبب طلبات المؤسسات المتزايد، وتشجيع الدولة ودعمها الذي يصل إلى حد 80 في المائة من كلفة عملية الحصول على شهادة جودة التنظيم والمنتوج المقدرة ما بين 01 و02 مليون دينار، وتزداد إلى 03 ملايين دينار بالنسبة للمؤسسات الكبرى. ويتضاعف عدد المؤسسات الجزائرية المرشحة لشهادة الجودة بالنظر إلى تطبيق القانون 0404 ولا سيما ما تشترطه المادة ال 22 من إجبارية فرض شهادة المطابقة على المنتوجات ذات العلاقة المباشرة بصحة المستهلك والبيئة. وكل هذه التحديات كانت محل اهتمام المتدخلين من نور الدين بوطرفة مدير سونلغاز ومديري ''ترانسماكس'' و ''سابتا'' مؤكدين بان النوعية سلاح الاقتصاد الوطني الحاد في مواجهة منافسة لا يمكن إغماض الأعين عنها والبقاء في البرج العاجي بلا مبادرات التجديد والتأهيل وانتظار المؤشرات الفوقية. ------------------------------------------------------------------------